العرس ( قصة قصيرة واقعية )

كنعان كنعان الخميس مايو 28, 2009 4:33 pm

الـعرس ( قصّــة قصيرة واقعية )

جلست أمام مرآتها مرتدية ثوب الزفاف..
وضعت الطرحة على رأسها..وبدأت تتبرج , وحولها تجمّعن صاحباتها من بنات تللك القرية الصغيرة..
هذا هو اليوم الذي انتظرته طويلا..
عاد خطيبها من سفر طويل, واليوم هو موعد زفافهما..

كانت تتذكّر آخر مكالمة هاتفية أجراها معها من أرض الغربة :
- حبيبتي ..كلّها أيّام وسأكون بقربك..أيّام قلائل و سأعود نهائيا ً لنتزوج ونعيش حياة مليئة بالحبّ والسعادة, أنا راجع اليك يا ملاكي فانتظريني.
- أعطني قبلة.
- هذه قبلة, ولكن لا تحسبينها عليّ ..فعندما أراك سوف أعانقك عناقا لا مثيل له, وأقبّلك قبلات لم يقبلها شاب لفتاة من قبل.

لم تصغ ِ لمناداة أمّها لها وهي شاردة في أفكارها ..
رددت الأم النداء : هيّا يا ابنتي, لقد تأخّرنا , الجميع بانتظارنا في الخارج..
نظرت الفتاة الى المرآة , فرأت دمعتين على خدّيها, مسحتهما بمنديل ثم قامت , وهي تجرّ وراءها أطراف الطرحة الطويلة.

تأبّطها والدها وخرجا معا , كان هناك في الخارج جمع كبير بانتظارهما.
مشت العروس في المقدمة مع والدها, ومن خلفها مشى موكب طويل.
سار الموكب لملاقاة العريس, مع قرع الطبول وأصوات المزامير, والأهازيج التي تردد في الأعراس..
وعند طرف القرية , التقوا بموكب العريس , الذي كان أصحابه يحملونه على أكتافهم.

رغم الوجوه الكثيرة لم ترى الاّ وجهه, ورغم الأصوات المرتفعة لم تسمع الاّ صوته.
ومضت تفكّر : كيف سأستقبله ؟ كيف سيعانقني كما وعدني ؟
كيف سأتمالك نفسي أمام كل الناس ؟.
والتقى الموكبان , موكب العروس تتقدمه مع والدها, وموكب العريس يتقدمه على أكتاف رفاقه..

عندما وصلت اليه صاحت بأعلى صوتها :
حبيبي ..خطيبي .. أهلا بعودتك التي انتظرتها طويلا, أنظر الى أهل القرية جميعا يحتفلون بعرسنا..أنظر الى ثوب الزفاف الذي أرتديه, تعال عانقني وقبّلني كما وعدتني.

صاحت كثيرا , ونادته طويلا, لكنّه لم يسمعها.. ولا يستطيع أن يحضنها ويقبّلها..
حتّى أنّه لا يستطيع مجرد النظر اليها..
فقد كان العريس راقدا رقادا أبدياً ,أجل ‍‍‍.. كان راقدا في صندوق من الخشب.
العريس المنتظر أن يأتي من السفر سافر الى حياة أخرى..

كان راجعاً ليتزوجها, ويضمّها , ويقبّلها , وكان يعدّ الدقائق ليأتي اليوم المنتظر..ولكنّ أشواقه وأحلامه , قتلت فجأة وهو في طريقه الى المطار..

عندما انقلبت السيّارة, واصطدم رأسه بالأرض , رآها أمام عينيه مرتدية ثوب الزفاف, وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة , نطق بكلمة واحدة فقط, كانت تلك الكلمة هي اسمها.

اجتمع الموكبان في موكب واحد, يتقدّمه العريس والعروس, و لفّوا القرية ثلاث لفّات , ومن ثم توجّهوا الى الكنيسة , لأتمام مراسم الزفاف .
وهناك قرعت الأجراس .. وصلّى الكاهن على جثمانه , وبدل أن يضع أكليلا على رأس العريس, وضعه على ضريحه..

وكان عرسا تاريخيّا لم يكن له مثيل من قبل .

القصة حصلت عندما كنت في أبو ظبي وكان المرحوم صديقاً عزيزاً .

aoao الخميس يونيو 04, 2009 12:46 am

[size=24][/size]مرحبا مشكور كنعان هالقصة كتير حلوة و ماثرة بس عندي سؤال هلق كفى العرس مراسم زفاف ولا مراسم جنازة

صديق الخميس يونيو 04, 2009 1:46 am

الله يرحمو

الغربة وضريبتها القاسية

كنعان كنعان الجمعة يونيو 05, 2009 11:05 am

aoao كتب:[size=24][/size]مرحبا مشكور كنعان هالقصة كتير حلوة و ماثرة بس عندي سؤال هلق كفى العرس مراسم زفاف ولا مراسم جنازة

شكراً للمرور والتعليق
أكيد لم تتم مراسم زفاف بل جنازة لكني صورتها بشكل زفاف نظراً للفاجعة التي ألمت بالفتاة التي كانت تنتظره ليتم زفافهما .

كنعان كنعان الجمعة يونيو 05, 2009 11:06 am

صديق كتب:الله يرحمو

الغربة وضريبتها القاسية

شكراً صديق على إطلالتك المميزة دائماً ,, نعم الغربة لها ضريبة وأحياناً كارثة .

Mr. Collz _ Rami الأربعاء يونيو 10, 2009 10:28 am

الله يرحمو

والله صعبة

اللورد الخميس يونيو 11, 2009 10:26 am

شكرا الك على هل القصة الرائعة , ومثل رأي الجميع الغربة لها ضريبة يدفعها كل فرد بحسب قدرة .

كنعان كنعان الجمعة يونيو 12, 2009 1:33 pm

Mr. Collz _ Rami
اللورد

اشكرا مروركم الجميل وردودكم الحلوة .

العرس ( قصة قصيرة واقعية )

العرس ( قصة قصيرة واقعية )

رد: العرس ( قصة قصيرة واقعية )

رد: العرس ( قصة قصيرة واقعية )

رد: العرس ( قصة قصيرة واقعية )

رد: العرس ( قصة قصيرة واقعية )

رد: العرس ( قصة قصيرة واقعية )

العرس (قصة قصيرة واقعية)

رد: العرس ( قصة قصيرة واقعية )