دور الـــراحــــة ... مــوضـــوع مــعــمــاري اجــتــمـاعـــي
صفحة 1 من اصل 1
دور الـــراحــــة ... مــوضـــوع مــعــمــاري اجــتــمـاعـــي
ظاهرة معمارية اجتماعية أردت الإضاءة عليها لنناقشها سوية ونحاول تقديم ما هو مفيد لإغناء نظرتنا إليها.
البيت الواحد:
قبل ستينات القرن الماضي كانت عائلاتنا تسكن بيتاُ واحداً الأب والأم والأولاد مع زوجاتهم وأبنائهم.وهذا ما كان يشكل صماماً للانفجار العمراني إلى حد بعيد بسلبياته وإيجابياته , ولكن مع تطور متطلبات الحياة وتغير النمط المعيشي للفرد وبالتالي العائلة كلها وصلنا تدريجياً إلى المشهد السكني الحالي بكل مفرداته وذلك حسب طبيعة المنطقة واختلافها بين الريف والمدينة.
فمع زواج كل ابن في العائلة يمنح غرفة في البيت يسكنها مع زوجته وأبنائه وتجتمع العائلة في الدار المتوسط للمنزل , ويتم توسيع البيت بالغرف حسب الحاجة , قد يكون السبب اجتماعي وقد يكون اقتصادي ولسنا بصدد
تصنيفه هنا .
منذ الستينات إلى يومنا هذا , يقوم الأبناء بالاستقلال عن الأهل عند الزواج فيبنون بيوتهم الخاصة حتى وصلت
الحالة في أوروبا إلى استقلال الأبناء حتى قبل الزواج بدءاً من سن الرشد.
للأمر أثره المعماري الواضح من حيث التضخم القائم ,حتى أن المتطلبات الجديدة قد شكلت سداً منيعاً بحيث لا يمكن الرجوع إلى الوراء لا بالصيغة ولا بالفكر , وفرضت على كل فرد ضرورة اقتناء ما يسمى بيت الزوجية.
ومن أهم المؤشرات السلبية للموضوع تأخر سن الزواج في شريحة واسعة من مجتمعنا.
الصورة الحالية:
هناك جدل قائم حول كون العمارة تخلق نمطاً اجتماعياً معيناً , أو أن النمط الاجتماعي هو الذي يرسم النمط المعماري للمسكن والأبنية العامة المرافقة, ولكن المسلم به هو التأثير المتبادل بين كلا الحالتين بغض النظر عن الطرف الأكثر تأثيراً .
فمع انفراط شمل العائلة في بيوت متعددة , تظهر مجموعة من الأبنية ذات الوظائف المتممة لهذه الظاهرة.
حيث أن ترك الأبناء لبيت الأهل للاستقلال في عش الزوجية , يترك الأب والأم في بيت العيلة كما يسمى وحيدين
إلا في وقت المناسبات العامة أو الخاصة حيث تجتمع العائلة لقضاء الوقت معاً.
هذا إذا لم يكن أحد الوالدين متوفي .
مع نمو متطلبات المعيشة و تسارع الحياة , وتبني مجتمعنا للطريقة الغربية في العيش, قلت اجتماعات العائلة
وأهمل الأهل الباقون في بيت العيلة حتى من الزيارة السنوية ,وشكل بعضهم العبء على أبنائهم خاصة في حالة وفاة أحدهما , فبدأت الأنظار تتجه نحو حل يعتبر ناجعاً في الدول الغربية هو دور الراحة للمسنين.
دور الراحة :
هي الأبنية التي شكلت الحضن الدافئ الذي عوض الأهل عن برودة بيت العائلة بعد هجر الأبناء له .
اعتبرها البعض تخلياً عن الأهل بالرغم من تركهم لأهلهم في طبيعة الحال , وفقداناً للقيم وهم الذين تقاذفوا الأهل بين الابن والبنت مما شكل صورة مظلمة عن مجتمعنا , لقيت الرفض من البعض والقبول من الآخرين لعدم وجود حل بديل وليس قناعة بدورها المتمم في حياتنا الحالية . فما هي هذه الدور ؟؟؟؟ ما هو دورها ؟؟؟؟؟
هل يقف عند الجنب الإنساني الصحي أم يتعداه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بين القبول والرفض ... دور مهم أغفلناه :
ليست دور الراحة للمسنين مقبرة لأهلنا في حياتهم , وليست مشفى بالرغم من الدور الصحي المفروض عليها ,
ليست سجناً , ولا مكاناً للتقاعد.
تنص قوانين معظم الدور على عدم استقبال المسنين الذين يحتاجون لرعاية صحية مركزة ودقيقة ,إلا من وصل إلى هذه الحالة في فترة إقامته في الدار.
على هذه الدور أن ترعى مواهب المسنين وميولهم المختلفة : أدبية فنية رياضية سياسية ....
فتعمل من خلال لجان مختصة على تفعيل دورهم في المجتمع وإخراجهم من إطار كونهم تقاعدوا وينتظرون ساعة الحق . وعلى خلق جو من التفاعل يجعل المسن منتجاً حتى في أيامه الأخيرة والأعمار بيد الله .
إن شعور المسن بكونه منتجاً قد يعطي لحياته معاني أكبر .
وعلى هذه الدور أن تعنى ليس فقط بغرفة النوم والسرير المريح الذي هو بنظرهم المكان الأخير الذي سيقضي فيه المسن بقية أيامه ,بل بالمساحات المحيطة من حيث تفعيلها بأعمال مفيدة وجلسات تجعل الدار مجتمعاً مصغراً
لا يقل في التفاعل والإنتاجية عن الخارج.
لن أطيل الكلام لأترك لكم متابعة التحليل .
ما رأيك بدور الرعاية ؟؟؟؟؟؟؟؟
كيف ترى دورها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل تدخل أهلك مثل هذه الدور ؟؟؟؟؟؟؟ ما هي أسبابك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل ترى نفسك في أحدها تقضي فيه بقية حياتك بعد عمر طويل ؟؟؟؟؟؟؟
أسئلة عديدة بحاجة لإجاباتكم لنصل إلى رؤية مشتركة حول الأمر .
البيت الواحد:
قبل ستينات القرن الماضي كانت عائلاتنا تسكن بيتاُ واحداً الأب والأم والأولاد مع زوجاتهم وأبنائهم.وهذا ما كان يشكل صماماً للانفجار العمراني إلى حد بعيد بسلبياته وإيجابياته , ولكن مع تطور متطلبات الحياة وتغير النمط المعيشي للفرد وبالتالي العائلة كلها وصلنا تدريجياً إلى المشهد السكني الحالي بكل مفرداته وذلك حسب طبيعة المنطقة واختلافها بين الريف والمدينة.
فمع زواج كل ابن في العائلة يمنح غرفة في البيت يسكنها مع زوجته وأبنائه وتجتمع العائلة في الدار المتوسط للمنزل , ويتم توسيع البيت بالغرف حسب الحاجة , قد يكون السبب اجتماعي وقد يكون اقتصادي ولسنا بصدد
تصنيفه هنا .
منذ الستينات إلى يومنا هذا , يقوم الأبناء بالاستقلال عن الأهل عند الزواج فيبنون بيوتهم الخاصة حتى وصلت
الحالة في أوروبا إلى استقلال الأبناء حتى قبل الزواج بدءاً من سن الرشد.
للأمر أثره المعماري الواضح من حيث التضخم القائم ,حتى أن المتطلبات الجديدة قد شكلت سداً منيعاً بحيث لا يمكن الرجوع إلى الوراء لا بالصيغة ولا بالفكر , وفرضت على كل فرد ضرورة اقتناء ما يسمى بيت الزوجية.
ومن أهم المؤشرات السلبية للموضوع تأخر سن الزواج في شريحة واسعة من مجتمعنا.
الصورة الحالية:
هناك جدل قائم حول كون العمارة تخلق نمطاً اجتماعياً معيناً , أو أن النمط الاجتماعي هو الذي يرسم النمط المعماري للمسكن والأبنية العامة المرافقة, ولكن المسلم به هو التأثير المتبادل بين كلا الحالتين بغض النظر عن الطرف الأكثر تأثيراً .
فمع انفراط شمل العائلة في بيوت متعددة , تظهر مجموعة من الأبنية ذات الوظائف المتممة لهذه الظاهرة.
حيث أن ترك الأبناء لبيت الأهل للاستقلال في عش الزوجية , يترك الأب والأم في بيت العيلة كما يسمى وحيدين
إلا في وقت المناسبات العامة أو الخاصة حيث تجتمع العائلة لقضاء الوقت معاً.
هذا إذا لم يكن أحد الوالدين متوفي .
مع نمو متطلبات المعيشة و تسارع الحياة , وتبني مجتمعنا للطريقة الغربية في العيش, قلت اجتماعات العائلة
وأهمل الأهل الباقون في بيت العيلة حتى من الزيارة السنوية ,وشكل بعضهم العبء على أبنائهم خاصة في حالة وفاة أحدهما , فبدأت الأنظار تتجه نحو حل يعتبر ناجعاً في الدول الغربية هو دور الراحة للمسنين.
دور الراحة :
هي الأبنية التي شكلت الحضن الدافئ الذي عوض الأهل عن برودة بيت العائلة بعد هجر الأبناء له .
اعتبرها البعض تخلياً عن الأهل بالرغم من تركهم لأهلهم في طبيعة الحال , وفقداناً للقيم وهم الذين تقاذفوا الأهل بين الابن والبنت مما شكل صورة مظلمة عن مجتمعنا , لقيت الرفض من البعض والقبول من الآخرين لعدم وجود حل بديل وليس قناعة بدورها المتمم في حياتنا الحالية . فما هي هذه الدور ؟؟؟؟ ما هو دورها ؟؟؟؟؟
هل يقف عند الجنب الإنساني الصحي أم يتعداه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بين القبول والرفض ... دور مهم أغفلناه :
ليست دور الراحة للمسنين مقبرة لأهلنا في حياتهم , وليست مشفى بالرغم من الدور الصحي المفروض عليها ,
ليست سجناً , ولا مكاناً للتقاعد.
تنص قوانين معظم الدور على عدم استقبال المسنين الذين يحتاجون لرعاية صحية مركزة ودقيقة ,إلا من وصل إلى هذه الحالة في فترة إقامته في الدار.
على هذه الدور أن ترعى مواهب المسنين وميولهم المختلفة : أدبية فنية رياضية سياسية ....
فتعمل من خلال لجان مختصة على تفعيل دورهم في المجتمع وإخراجهم من إطار كونهم تقاعدوا وينتظرون ساعة الحق . وعلى خلق جو من التفاعل يجعل المسن منتجاً حتى في أيامه الأخيرة والأعمار بيد الله .
إن شعور المسن بكونه منتجاً قد يعطي لحياته معاني أكبر .
وعلى هذه الدور أن تعنى ليس فقط بغرفة النوم والسرير المريح الذي هو بنظرهم المكان الأخير الذي سيقضي فيه المسن بقية أيامه ,بل بالمساحات المحيطة من حيث تفعيلها بأعمال مفيدة وجلسات تجعل الدار مجتمعاً مصغراً
لا يقل في التفاعل والإنتاجية عن الخارج.
لن أطيل الكلام لأترك لكم متابعة التحليل .
ما رأيك بدور الرعاية ؟؟؟؟؟؟؟؟
كيف ترى دورها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل تدخل أهلك مثل هذه الدور ؟؟؟؟؟؟؟ ما هي أسبابك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل ترى نفسك في أحدها تقضي فيه بقية حياتك بعد عمر طويل ؟؟؟؟؟؟؟
أسئلة عديدة بحاجة لإجاباتكم لنصل إلى رؤية مشتركة حول الأمر .
magdeeb- مشرف المنتدى الهندسي
- عدد الرسائل : 690
العمر : 38
الموقع : اليازدية عاصمة العالم
العمل/الترفيه : معماري مع وقف التنفيذ
تاريخ التسجيل : 18/09/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى