الــيــازديــــة بــيــن الأزمــــــة والــــتـــوســــــــــــــع...دراســـــة خـــاصـــة.
صفحة 1 من اصل 1
الــيــازديــــة بــيــن الأزمــــــة والــــتـــوســــــــــــــع...دراســـــة خـــاصـــة.
اليازدية بين الأزمة والتوسع ...
تكاد الجمهورية العربية السورية تنفرد بظاهرة عمرانية معمارية لا توجد في معظم بلدان العالم.
هذه الظاهرة هي ارتفاع سعر متر الأرض مقابل سعر متر البناء.
تتجلى في الأرياف والبلدات والمدن الجديدة , عوامل هذه الظاهرة واضحة ومحددة أهمها نظام البناءالمعمول به في سوريا رغم اختلافه بين منطقة وأخرى ومراعاته لعدة محددات, أيضاً الطبيعة المعمارية الغنية للبلد والحفاظ على القديم من المباني والآثار التي تعد كنزاً لا يجب التفريط به تحت أي ظرف, العامل النفسي للسكان وطبيعة العلاقات الاجتماعية والتركيب المعقد للمجتمع ومنه تنتج النزعة الانفرادية في السكن والاستقرار , انحصار العلاقات التجارية في نواحي ضيقة وعدم الانفتاح نحو الاستثمار العقاري ...
عوامل عديدة تتفاعل لتشكل ملامح أزمة مقبلة على اليازدية ضمن الظروف القائمة فيها حالياً , سأحاول عرضها في هذه الدراسة وأحدد من خلالها بعض المخارج المقترحة.
ملاحظة عامة :
بملاحظة بسيطة لعملية البناء المزدهرة في اليازدية نرى أن ما بين (6- 8 ) مقاسم يتم استثمارها في عملية البناء سنوياً بعضها (3- 4 ) ينتهي العمل بها خلال مدة أقصاها عام , والأخرى لا تنته مع مرور العام الأول على بداية العمل فيها.
الصفة الغالبة على هذه المقاسم هي تراوح مساحتها بين ( 250- 400 ) متر مربع حيث تحوي شقة سكنية مفردة بطابق أو طابقين على الأكثر تحاط بحديقة تساوي من ثلث إلى حوالي نصف مساحة العقار الكلية, تحوي ما تبقى من أشجار الزيتون التي اقتلع معظمها بهدف البناء.
مناطق التوسع القائمة:
لو بحثنا عن الأراضي التي يتم التوسع العمراني فيها في اليازدية والتي وصل إليها التنظيم أو اقترب , لوجدناها مقسمة إلى:
1- منطقة جنوبية غربية: تقسم إلى أراضي محاذية للضيعة, وأراضي قريبة من البحيرة.
فالمحاذية للضيعة تتصف بأنها تشكل شريطاً ضيقاً شديد الانحدار وهذا يعد عاملاً سلبياً مع أسلوب البناء القائم حالياً , والقريبة من البحيرة هي في نفس الوقت قريبة من أقنية تفريغ الصرف الصحي.
2- منطقة شمالية شرقية: تتميز بمناسبتها لأي أسلوب بناء وبإطلالة طبيعية جيدة إذا استغلت بشكل مناسب فإنها ستشكل واجهة مميزة لليازدية ضمن امتداد بصري كبير , وهي مملوكة من قبل عائلات تتمتع بالأكتفاء المادي والعمراني مما يجعلها مغلقة أمام عملية البناء في المستقبل القريب.
3- منطقة جنوبية شرقية: وفيها تتركز عملية البناء الحالية بشكل كبير.القسم الشرقي المتطرف عن الضيعة هو الأنسب للبناء ويتركز معظم النشاط فيه حيث الأراضي شبه منبسطة مع ميول خفيفة نسبياً,
يصبح بالاتجاه جنوباً أكثر حدة في الميل وصولاً إلى مسافة 400 متر حيث يبلغ الميل أقصاه , وهذه الأراضي تناسب أشكال البناء كافة مع فقدان الإطلالة التي يتميز بها غيرها من الأراضي إلا بالارتفاع
لعدد من الطوابق بدءاً من ثلاثة وما فوق حيث تعود ميزة الإطلالة جزئياً.
مع المتابعة جنوباً يعود الميل بالاتجاه المعاكس هذه المرة وتنقلب الإطلالة لتكون جيدة باتجاه الضيعة ومعدومة باتجاه البحيرة وصولاً إلى حدود بيت أبو كنعان سابقاً حيث يعود الانبساط في الأرض.
هذه هي الأراضي التي تتصف بكونها الأنسب لعملية البناء والتوسع حالياً ويبين المخطط المرفق تآكل هذه المساحات مع مرور (10-13) سنة ضمن نفس المعدل في تزايد المساكن سنوياً و مع الاستمرار في نمط البناء المتبع والذي ذكرت صفاته في الفقرة السابقة.
انظر الصورة:
http://www.mraizeh.com/map.jpg
بعض الأسباب المحلية:
إن ميل المجتمعات الشرقية إلى النزعة الفردية في السكن لأسباب دينية واجتماعية نتج عنها عامل نفسي يرفض الاشتراك في المسكن وحتى في المدخل مع عائلات أخرى.
تحول الضيعة إلى مكان اصطياف حتى لأبنائها من المغتربين زاد الميل إلى كون منزل الضيعة فردياً محاطاً بحديقة ومنعزل قدر الإمكان عن صخب المركز رغم اعتداله.ولعل هذا الأمر كان له دور إيجابي حيث أن تشتت المنازل المبنية قد أوصل الخدمات ( كهرباء - ماء – طرق – صرف صحي ...)
إلى مختلف المناطق المناسبة للتوسع في اليازدية بشكل غير مقصود .
وبدرجة أقل التفكك الاجتماعي والخلافات بين الأخوة والأقارب جعلتهم يفصلون حتى في المدخل.
ردة فعل بعض المغتربين على ظروف السكن السيئة في بلدان الاغتراب وتعويض ذلك في مسكن الضيعة إن كان من حيث المساحة المبنية أو الخدمات الملحقة.
كون الثراء في اليازدية في معظمه متمثلاً بامتلاك العقارات والأراضي الشاسعة دون التفكير في استثمارها أو حتى إشغالها في وظيفة أخرى قد تبطل الصفة السلبية عن تجميدها.
المقترحات:
في ظل التحليل السابق لهذه الظاهرة التي ستؤدي إلى أزمة سكن محتملة مع مرور العشر سنوات القادمة في اليازدية لا بد من اتخاذ مجموعة إجراءات تتلخص فيما يلي:
1- دخول الاستثمار العقاري كمصطلح جديد على حياة اليازدية الاقتصادية :
يفتح هذا العمل الجديد أبواباً جديدة للدخل والازدهار الاقتصادي لم تكن موجودة من قبل.
يوفر هذا الاستثمار اقتصاداً في الأراضي حيث يحتاج إلى سماح البلدية بارتفاعات أكبر من الطوابق
في الأبنية السكنية التي تباع شققها في أي مرحلة بدءاً من المخطط وحتى الإكساء النهائي .
2- نظام بلدي خاص يحدد ارتفاعات الأبنية بما يتماشى مع طبيعة اليازدية كضيعة من جهة ومتطلبات الإسكان من جهة ثانية .
(مثلاً الارتفاع حتى 4 طوابق بارتفاع 3.5 للطابق الواحد مع نمط توأمي للشق ).
3- التأقلم الاجتماعي مع النمط الجديد وهنا قد يساعد سكن أبناء الضيعة من المغتربين في مثل هذه الأبنية المقترحة في مغترباتهم مما يساعد في قطع شوط كبير باتجاه تحقيق النقلة المطلوبة.
(نظام بنايات يشترك فيها السكان بالمدخل والدرج وحتى الجدار تشكل كل منها نموذجاً مصغراُ عن حياة الضيعة ككل وينعكس الأمر إيجابياً على الحياة العامة) .
4- النمط الاجتماعي الجديد الذي يفرضه التحول العمراني يجعل الشقة أو المنزل مكاناً غير مريحاً للترفيه والاستجمام ... وغيرها من الوظائف مما يتطلب وجود منشآت ومرافق تعوض النقص الحاصل مما يفتح الباب أمام وسائل دخل جديدة تشغل المنطقة ولو بشكل جزئي من قبل أبنائها .
وغيرها من النقاط لن أذكرها لأفتح الباب أما نقاش بناء يغني الأفكار أو ينقضها .
أرجو أن أكون قد أضئت بإيجابية على ظاهرة تتهدد ضيعتنا عاجلاً أم آجلاً لأترك لكم مجال المشاركة والتعليق
لنصل سوية إلى قناعة معينة نتفق عليها ونحاول نقلها إلى مراكز التخطيط والقرار .
مجد ديب
تكاد الجمهورية العربية السورية تنفرد بظاهرة عمرانية معمارية لا توجد في معظم بلدان العالم.
هذه الظاهرة هي ارتفاع سعر متر الأرض مقابل سعر متر البناء.
تتجلى في الأرياف والبلدات والمدن الجديدة , عوامل هذه الظاهرة واضحة ومحددة أهمها نظام البناءالمعمول به في سوريا رغم اختلافه بين منطقة وأخرى ومراعاته لعدة محددات, أيضاً الطبيعة المعمارية الغنية للبلد والحفاظ على القديم من المباني والآثار التي تعد كنزاً لا يجب التفريط به تحت أي ظرف, العامل النفسي للسكان وطبيعة العلاقات الاجتماعية والتركيب المعقد للمجتمع ومنه تنتج النزعة الانفرادية في السكن والاستقرار , انحصار العلاقات التجارية في نواحي ضيقة وعدم الانفتاح نحو الاستثمار العقاري ...
عوامل عديدة تتفاعل لتشكل ملامح أزمة مقبلة على اليازدية ضمن الظروف القائمة فيها حالياً , سأحاول عرضها في هذه الدراسة وأحدد من خلالها بعض المخارج المقترحة.
ملاحظة عامة :
بملاحظة بسيطة لعملية البناء المزدهرة في اليازدية نرى أن ما بين (6- 8 ) مقاسم يتم استثمارها في عملية البناء سنوياً بعضها (3- 4 ) ينتهي العمل بها خلال مدة أقصاها عام , والأخرى لا تنته مع مرور العام الأول على بداية العمل فيها.
الصفة الغالبة على هذه المقاسم هي تراوح مساحتها بين ( 250- 400 ) متر مربع حيث تحوي شقة سكنية مفردة بطابق أو طابقين على الأكثر تحاط بحديقة تساوي من ثلث إلى حوالي نصف مساحة العقار الكلية, تحوي ما تبقى من أشجار الزيتون التي اقتلع معظمها بهدف البناء.
مناطق التوسع القائمة:
لو بحثنا عن الأراضي التي يتم التوسع العمراني فيها في اليازدية والتي وصل إليها التنظيم أو اقترب , لوجدناها مقسمة إلى:
1- منطقة جنوبية غربية: تقسم إلى أراضي محاذية للضيعة, وأراضي قريبة من البحيرة.
فالمحاذية للضيعة تتصف بأنها تشكل شريطاً ضيقاً شديد الانحدار وهذا يعد عاملاً سلبياً مع أسلوب البناء القائم حالياً , والقريبة من البحيرة هي في نفس الوقت قريبة من أقنية تفريغ الصرف الصحي.
2- منطقة شمالية شرقية: تتميز بمناسبتها لأي أسلوب بناء وبإطلالة طبيعية جيدة إذا استغلت بشكل مناسب فإنها ستشكل واجهة مميزة لليازدية ضمن امتداد بصري كبير , وهي مملوكة من قبل عائلات تتمتع بالأكتفاء المادي والعمراني مما يجعلها مغلقة أمام عملية البناء في المستقبل القريب.
3- منطقة جنوبية شرقية: وفيها تتركز عملية البناء الحالية بشكل كبير.القسم الشرقي المتطرف عن الضيعة هو الأنسب للبناء ويتركز معظم النشاط فيه حيث الأراضي شبه منبسطة مع ميول خفيفة نسبياً,
يصبح بالاتجاه جنوباً أكثر حدة في الميل وصولاً إلى مسافة 400 متر حيث يبلغ الميل أقصاه , وهذه الأراضي تناسب أشكال البناء كافة مع فقدان الإطلالة التي يتميز بها غيرها من الأراضي إلا بالارتفاع
لعدد من الطوابق بدءاً من ثلاثة وما فوق حيث تعود ميزة الإطلالة جزئياً.
مع المتابعة جنوباً يعود الميل بالاتجاه المعاكس هذه المرة وتنقلب الإطلالة لتكون جيدة باتجاه الضيعة ومعدومة باتجاه البحيرة وصولاً إلى حدود بيت أبو كنعان سابقاً حيث يعود الانبساط في الأرض.
هذه هي الأراضي التي تتصف بكونها الأنسب لعملية البناء والتوسع حالياً ويبين المخطط المرفق تآكل هذه المساحات مع مرور (10-13) سنة ضمن نفس المعدل في تزايد المساكن سنوياً و مع الاستمرار في نمط البناء المتبع والذي ذكرت صفاته في الفقرة السابقة.
انظر الصورة:
http://www.mraizeh.com/map.jpg
بعض الأسباب المحلية:
إن ميل المجتمعات الشرقية إلى النزعة الفردية في السكن لأسباب دينية واجتماعية نتج عنها عامل نفسي يرفض الاشتراك في المسكن وحتى في المدخل مع عائلات أخرى.
تحول الضيعة إلى مكان اصطياف حتى لأبنائها من المغتربين زاد الميل إلى كون منزل الضيعة فردياً محاطاً بحديقة ومنعزل قدر الإمكان عن صخب المركز رغم اعتداله.ولعل هذا الأمر كان له دور إيجابي حيث أن تشتت المنازل المبنية قد أوصل الخدمات ( كهرباء - ماء – طرق – صرف صحي ...)
إلى مختلف المناطق المناسبة للتوسع في اليازدية بشكل غير مقصود .
وبدرجة أقل التفكك الاجتماعي والخلافات بين الأخوة والأقارب جعلتهم يفصلون حتى في المدخل.
ردة فعل بعض المغتربين على ظروف السكن السيئة في بلدان الاغتراب وتعويض ذلك في مسكن الضيعة إن كان من حيث المساحة المبنية أو الخدمات الملحقة.
كون الثراء في اليازدية في معظمه متمثلاً بامتلاك العقارات والأراضي الشاسعة دون التفكير في استثمارها أو حتى إشغالها في وظيفة أخرى قد تبطل الصفة السلبية عن تجميدها.
المقترحات:
في ظل التحليل السابق لهذه الظاهرة التي ستؤدي إلى أزمة سكن محتملة مع مرور العشر سنوات القادمة في اليازدية لا بد من اتخاذ مجموعة إجراءات تتلخص فيما يلي:
1- دخول الاستثمار العقاري كمصطلح جديد على حياة اليازدية الاقتصادية :
يفتح هذا العمل الجديد أبواباً جديدة للدخل والازدهار الاقتصادي لم تكن موجودة من قبل.
يوفر هذا الاستثمار اقتصاداً في الأراضي حيث يحتاج إلى سماح البلدية بارتفاعات أكبر من الطوابق
في الأبنية السكنية التي تباع شققها في أي مرحلة بدءاً من المخطط وحتى الإكساء النهائي .
2- نظام بلدي خاص يحدد ارتفاعات الأبنية بما يتماشى مع طبيعة اليازدية كضيعة من جهة ومتطلبات الإسكان من جهة ثانية .
(مثلاً الارتفاع حتى 4 طوابق بارتفاع 3.5 للطابق الواحد مع نمط توأمي للشق ).
3- التأقلم الاجتماعي مع النمط الجديد وهنا قد يساعد سكن أبناء الضيعة من المغتربين في مثل هذه الأبنية المقترحة في مغترباتهم مما يساعد في قطع شوط كبير باتجاه تحقيق النقلة المطلوبة.
(نظام بنايات يشترك فيها السكان بالمدخل والدرج وحتى الجدار تشكل كل منها نموذجاً مصغراُ عن حياة الضيعة ككل وينعكس الأمر إيجابياً على الحياة العامة) .
4- النمط الاجتماعي الجديد الذي يفرضه التحول العمراني يجعل الشقة أو المنزل مكاناً غير مريحاً للترفيه والاستجمام ... وغيرها من الوظائف مما يتطلب وجود منشآت ومرافق تعوض النقص الحاصل مما يفتح الباب أمام وسائل دخل جديدة تشغل المنطقة ولو بشكل جزئي من قبل أبنائها .
وغيرها من النقاط لن أذكرها لأفتح الباب أما نقاش بناء يغني الأفكار أو ينقضها .
أرجو أن أكون قد أضئت بإيجابية على ظاهرة تتهدد ضيعتنا عاجلاً أم آجلاً لأترك لكم مجال المشاركة والتعليق
لنصل سوية إلى قناعة معينة نتفق عليها ونحاول نقلها إلى مراكز التخطيط والقرار .
مجد ديب
magdeeb- مشرف المنتدى الهندسي
- عدد الرسائل : 690
العمر : 38
الموقع : اليازدية عاصمة العالم
العمل/الترفيه : معماري مع وقف التنفيذ
تاريخ التسجيل : 18/09/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى