منتدى الكازية
صفحة 1 من اصل 1
منتدى الكازية
منتدى الكازية ...صناعة حكومية في سوريا
المحامي لؤي اسماعيل: سيريالايف 15/1/2008
استيقظت من قيلولتي على صوت الهاتف وإذا بأخي يصرخ كالملهوف : " لحّق حالك " ، ثم استدرك محاولا تهدءة خاطري : " يوجد مازوت بالكازية " .
بسرعة البرق جهزت نفسي وحملت " بيضونين " وركضت لاستقل السير فيس إلى الكازية .
كانت ساحة الكازية تضيق بمن فيها وتعج بأصوات الناس وأبواق السيارات ورغم ذلك الازدحام الشديد كان الناس يحاولون قدر الإمكان الوقوف بالدور . كان صفا طويلا ظننته بالبداية سور الصين العظيم وحيث أنني لم أملك خيارا آخر وقفت بالدور كباقي خلق الله وفجأة علا صوت في قلب الضجة يناديني باسمي ، تلفت ّلأجد مجموعة من الأصدقاء القدامى والذي مضى على عدم رؤيتي لبعضهم سنين طويلة مجتمعين معا ، تعانقنا بود وتعاتبنا واعترف كل منا بتقصيره وبدأنا بسرد حديث الذكريات والاستفسار عن أحوالنا و أخبارنا بعد الغياب ، فهذا عاد من فرنسا حاملا شهادة الطب وآخر يعمل مهندسا بالعاصمة وآخر إختار طريق الغربة ....وهكذا تنوعت الأحاديث حتى انبرى الطبيب قائلا : " هل تعلمون أننا مدينون للحكومة بالكثير " ؟ فصححت له قائلا : الأجدر بك أن تقول : " أن الحكومة جعلتنا مدينون بالكثير " ، لكنه عاد ليستدرك : " أقصد أنه لولا أزمة المازوت واضطرارنا للانتظار هنا بهذا البرد القارس لم نكن لنلتقي معا بهذه اللمة الحلوة بعد الغياب " . قلنا : " معك حق وهذه نقطة تحسب للحكومة من خلال عملها على تعزيز الروابط الاجتماعية وعلاقات الصداقة بين الناس " . قال آخر وقد استهوته الفكرة : " أضف إلى ذلك أن أزمة المازوت ساهمت بالقضاء على جميع الفروق الاجتماعية والعلمية بين الناس " ؟ وقبل أن نسأله كيف ؟ تابع قائلا : " أما ترون الطبيب والمهندس والمحامي والفلاح والعامل والموظف والعاطل عن العمل والأمّي .. جميعهم يقفون بجانب بعض دون تكلفة أو حرج " !! قلنا : " هذه فضيلة ممتازة ، وقد أحسنت الحكومة صنعا بذلك " .
قال آخر : " والأهم من كل ذلك ان هذا الازدحام والتدافع قد وفر فرص عمل عديدة للناس ، فهذا الانتظار بالبرد سيوفر عملا للطبيب والمشاكل والخناقات ستوفر عملا للمحامي ، والدعوسة على الرجلين ستوفر عملا لبائعي الأحذية ، واللكز والنحر سيوفر عملا لبائي الألبسة ، إضافة إلى الزيادة في دخل السائقين والصيدليات ومزارعي الحمضيات " قلنا : وهذه نقطة ارتكاز اقتصادية كبيرة تحسب للفريق الاقتصادي " .
ثم انبرى المغترب ليدلو بدلوه : " لقد شجع المازوت على الانفتاح السياسي والإعلامي بين الناس ، فالناس هنا يتداولون بأمورهم العامة ويتناقشون بالأخبار المحلية والعالمية بما يشبه المنتديات " .
هنا تلعثمنا وانتابتنا قشعريرة البرد والخوف معا وصحنا به وقد شعرنا أنه يريد أخذنا إلى ما هو أبعد من التدفئة بالمازوت : " منتديات شو يا زلمة ؟ هل هذه هي الغربة التي صرعتنا بها ، انتبه لما تقول فللطرمبات آذان " ؟؟
كدنا نفض الاجتماع بسببه لولا أن علا صوت العامل بالكازية : " انتهى المازوت المخصص ، يالله يا شباب كل واحد على بيته.. " .
وهكذا انصرفنا على أمل الالتقاء في كل يوم و في نفس المكان بعد طرد المغترب من المجموعة حفاظا على السلامة العامة .
المحامي لؤي اسماعيل: سيريالايف 15/1/2008
استيقظت من قيلولتي على صوت الهاتف وإذا بأخي يصرخ كالملهوف : " لحّق حالك " ، ثم استدرك محاولا تهدءة خاطري : " يوجد مازوت بالكازية " .
بسرعة البرق جهزت نفسي وحملت " بيضونين " وركضت لاستقل السير فيس إلى الكازية .
كانت ساحة الكازية تضيق بمن فيها وتعج بأصوات الناس وأبواق السيارات ورغم ذلك الازدحام الشديد كان الناس يحاولون قدر الإمكان الوقوف بالدور . كان صفا طويلا ظننته بالبداية سور الصين العظيم وحيث أنني لم أملك خيارا آخر وقفت بالدور كباقي خلق الله وفجأة علا صوت في قلب الضجة يناديني باسمي ، تلفت ّلأجد مجموعة من الأصدقاء القدامى والذي مضى على عدم رؤيتي لبعضهم سنين طويلة مجتمعين معا ، تعانقنا بود وتعاتبنا واعترف كل منا بتقصيره وبدأنا بسرد حديث الذكريات والاستفسار عن أحوالنا و أخبارنا بعد الغياب ، فهذا عاد من فرنسا حاملا شهادة الطب وآخر يعمل مهندسا بالعاصمة وآخر إختار طريق الغربة ....وهكذا تنوعت الأحاديث حتى انبرى الطبيب قائلا : " هل تعلمون أننا مدينون للحكومة بالكثير " ؟ فصححت له قائلا : الأجدر بك أن تقول : " أن الحكومة جعلتنا مدينون بالكثير " ، لكنه عاد ليستدرك : " أقصد أنه لولا أزمة المازوت واضطرارنا للانتظار هنا بهذا البرد القارس لم نكن لنلتقي معا بهذه اللمة الحلوة بعد الغياب " . قلنا : " معك حق وهذه نقطة تحسب للحكومة من خلال عملها على تعزيز الروابط الاجتماعية وعلاقات الصداقة بين الناس " . قال آخر وقد استهوته الفكرة : " أضف إلى ذلك أن أزمة المازوت ساهمت بالقضاء على جميع الفروق الاجتماعية والعلمية بين الناس " ؟ وقبل أن نسأله كيف ؟ تابع قائلا : " أما ترون الطبيب والمهندس والمحامي والفلاح والعامل والموظف والعاطل عن العمل والأمّي .. جميعهم يقفون بجانب بعض دون تكلفة أو حرج " !! قلنا : " هذه فضيلة ممتازة ، وقد أحسنت الحكومة صنعا بذلك " .
قال آخر : " والأهم من كل ذلك ان هذا الازدحام والتدافع قد وفر فرص عمل عديدة للناس ، فهذا الانتظار بالبرد سيوفر عملا للطبيب والمشاكل والخناقات ستوفر عملا للمحامي ، والدعوسة على الرجلين ستوفر عملا لبائعي الأحذية ، واللكز والنحر سيوفر عملا لبائي الألبسة ، إضافة إلى الزيادة في دخل السائقين والصيدليات ومزارعي الحمضيات " قلنا : وهذه نقطة ارتكاز اقتصادية كبيرة تحسب للفريق الاقتصادي " .
ثم انبرى المغترب ليدلو بدلوه : " لقد شجع المازوت على الانفتاح السياسي والإعلامي بين الناس ، فالناس هنا يتداولون بأمورهم العامة ويتناقشون بالأخبار المحلية والعالمية بما يشبه المنتديات " .
هنا تلعثمنا وانتابتنا قشعريرة البرد والخوف معا وصحنا به وقد شعرنا أنه يريد أخذنا إلى ما هو أبعد من التدفئة بالمازوت : " منتديات شو يا زلمة ؟ هل هذه هي الغربة التي صرعتنا بها ، انتبه لما تقول فللطرمبات آذان " ؟؟
كدنا نفض الاجتماع بسببه لولا أن علا صوت العامل بالكازية : " انتهى المازوت المخصص ، يالله يا شباب كل واحد على بيته.. " .
وهكذا انصرفنا على أمل الالتقاء في كل يوم و في نفس المكان بعد طرد المغترب من المجموعة حفاظا على السلامة العامة .
مواضيع مماثلة
» قوانين منتدى الشعر ( رجاء من محب لكل رواد منتدى الشعر الدخول والقراءة)
» ما هو منتدى الشباب ؟؟؟؟؟؟؟
» بورصة مريزة ...جربوها ...
» وبكل صراحة .........اسماء الذين لا اطيقهم في منتدى الضيعة............
» جايي أتحدى مشرف منتدى الشعر والزجل والخواطر
» ما هو منتدى الشباب ؟؟؟؟؟؟؟
» بورصة مريزة ...جربوها ...
» وبكل صراحة .........اسماء الذين لا اطيقهم في منتدى الضيعة............
» جايي أتحدى مشرف منتدى الشعر والزجل والخواطر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى