سؤال وجواب: أزمة كوريا الشمالية النووية

سلمت كوريا الشمالية اخيرا تقريرها الذي طال انتظاره حول برنامجها النووي في اطار صفقة لتخليها عن نشاطها النووي مقابل المساعدات.
وتم التوصل الى الصفقة قبل 16 شهرا نتيجة مفاوضات سداسية ضمت الصين والولايات المتحدة وروسيا واليابان وكوريا الجنوبية والشمالية.
وضمن الاتفاقية، اغلقت كوريا الشمالية العام الماضي مفاعل يونجبايون النووي.
بي بي سي تنظر في خلفية ذلك النزاع النووي طويل الامد، عبر سؤال وجواب: ما الذي تم الاتفاق عليه في صفقة فبراير 2007؟
في الجزء الاول من الاتفاق قالت كوريا الشمالية انها ستغلق مفاعل يونجبون خلال 60 يوما.
في المقابل وعدت بتوفير 50 الف طن من الوقود تقدمها الدول الخمس الاخرى المشاركة في المفاوضات.
وفي المرحلة الثانية ـ حيث نحن الان ـ وافقت كوريا الشمالية على الاعلان عن وتعطيل كل منشآتها النووية، في عملية يشرف عليها خبراء من الولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
في المقابل وعدت بتقديم 950 الف طن اخرى من الوقود، كما وافقت الولايات المتحدة على رفعها من قائمة الدول الراعية للارهاب.
اما المرحلة الثالثة فتتعامل مع اي اسلحة نووية قد تكون كوريا الشمالية انتجتها. هل سارت العملية بسلاسة حتى الان؟
كلا، فقد كانت هناك تاخيرات وتعطيلات.
فقد تاخرت العملية عن موعدها لاشهر بسبب خلاف حول الاجراءات المصرفية.
فقد رفضت كوريا الشمالية التعاون ما لم تحصل على 25 مليون دولار كانت في مصرف في ماكاو وجمدت بعدما ادعت الولايات المتحدة ان كوريا الجنوبية متورطة في التزوير وغسيل الاموال.
اكتمل نقل الاموال في 25 يونيو 2007 بما سمح ببدء عملية التفتيش وشحن الوقود.
واغلق مفاعل يونجبون في يوليو وسمح لمراقبي وكالة الطاقة الذرية بدخول كوريا الشمالية للتحقق من الاغلاق وبدأ العمل على تعطيل المنشأة.
ثم تعرضت العملية لعقبة اخرى، اذ تخلفت كوريا الشمالية عن موعد نهاية 2007 للكشف عن كل نشاطاتها النووية.
وتقول الولايات المتحدة ان اعلانا دقيقا وكاملا يجب ان يصدر قبل ان تتواصل العملية. وعقد مفاوضون من الجانبين عدة جولات من المحادثات لكسر الجمود.
وواحدة من القضايا هي ما اذا كانت بيونجيانج لديها برنامج سري لتخصيب اليورانيوم لصنع اسلحة نووية، وهذا ما تعتقده الولايات المتحدة وتنفيه كوريا الشمالية.
والقضية الاخرى متعلقة بالانتشار وما اذا كانت بيونج يانج نقلت التكنولوجيا النووية لاطراف خارجية. لماذا مسألة قدرات كوريا الشمالية النووية بهذه الاهمية؟
يمكن لطموحات كوريا الشمالية النووية ان تشكل تهديدا جديا وخطيرا لامن شرق آسيا على المدى القصير والطويل.
وما تزال الكوريتان في حالة حرب تقنيا، حيث لم توقع اتفاقية سلام منذ الصراع بين الكوريتين في الفترة من 1950 الى 1953.
وتحسنت علاقات كوريا الشمالية مع كوريا الجنوبية بشكل كبير منذ عام 2000 لكن الحدود بينهما تظل الاكثر تسلحا في العالم حيث هناك الالاف من الاليات العسكرية توجه اسلحتها نحو العاصمة الكورية الجنوبية.
كما ان اختبار التفجير النووي الذي اجرته كوريا الشمالية في 2006 زاد من مخاطر سباق للتسلح في شرق آسيا حيث بدأت دول ككوريا الجنوبية واليابان وتايوان تدرس امكانية ان تصبح قوى نووية.
وكان اتفاق اطار عام 1994، وكانت صفقة مماثلة تهدف لانهاء طموحات كوريا الشمالية النووية، انهارا بعد اتهام امريكا لبيونج يانج بان لديها برنامجا سريا لتخصيب اليورانيوم، واتهمت كوريا الشمالية والولايات المتحدة بالنكوص عن وعدها بتقديم مفاعلين نوويين بالماء الخفيف. ماذا نعرف عن برنامج التسلح النووي للكوريا الشمالية؟
بعد ديسمبر عام 2002 عندما اعادت كوريا الشمالية تشغيل مفاعل يونجبون واجبرت اثنين من المراقبين التابعين للامم المتحدة على مغادرة البلاد، ادعت الدولة الشيوعية انها تعمل على بناء ترسانتها من الاسلحة النووية.
وكانت المشكلة لدى العالم انه من الصعب التحقق من ذلك الادعاء.
ويعتقد بعض المحللين انه في حال تشغيل مفاعل يونجبون بكامل طاقته يمكنه انتاج بلوتونيوم يكفي لانتاج رأس نووي سنويا.
وتقول المخابرات المركزية الامريكية ان هناك برنامجا منفصلا لتخصيب اليورانيوم يمكنه انتاج "قنبلتين او اكثر" سنويا بمنتصف العقد الحالي، مع ان كوريا الشمالية نفت دوما وجود برنامج سري.
ويعتقد الخبراء ان كوريا الشمالية ربما تمكنت من استخلاص ما يكفي من البلوتونيوم لانتاج عدد قليل من القنابل.
ويقد المسؤولون الامريكيون العدد "بقنبلة او اثنتين"، كما تعتقد واشنطن ان 8 الاف قضيب وقود مستنفد خزنت عام 1994 يمكن استخدامها لاستخراج بلوتونيوم لصنع القنابل يكفي لانتاج عدة قنابل اخرى.
وتقول تقديرات اخرى انه ربما كان لدى كوريا الشمالية الان ثمانية رؤوس نووية او اكثر. هل يمكن لكوريا الشمالية شن هجوم بقنبلة نووية الان؟
رغم انها اختبرت قنبلة نووية لا يعتقد خبراء الامن انها تمكنت من انتاج رأس صغيرة بما يكفي لحملها على صاروخ.
ويعني ذلك انه حتى الان على الاقل فان الوسيلة الوحيدة لالقائها قنبلة ستكون بالطائرة وهو ما يمكن للولايات المتحدة وحلفائها ان تراقبه.
الا ان كوريا الشمالية تعمل ايضا على تطوير صواريخ طويل المدى يعتقد ان مدى احداها قد يصل الى عدة الاف الكيلومترات.