الدول العربية واستضافة البطولات
صفحة 1 من اصل 1
الدول العربية واستضافة البطولات
نجحت مصر في تنظيم دورة الالعاب الأفريقية عام 1991 والجزائر في تنظيمها عامي 1977 و2007 كما نجحت قطر في تنظيم دورة الالعاب الاسيوية عام 2006 لكن الوضع يختلف بالطبع عند التفكير في تنظيم دورة الالعاب الاولمبية.
فقد طالبت أصوات في مصر خلال فترة التسعينيات من القرن الماضي بضرورة التقدم بطلب لاستضافة إحدى دورات الالعاب الصيفية لتصبح بلدهم أول دولة تنظم دورات الالعاب الاولمبية في القارة السمراء بعد نجاحها الكبير في تنظيم الدورة الافريقية مطلع تسعينيات القرن العشرين.
ولكن مع فشل من مصر وليبيا وتونس في بداية القرن العشرين في نيل تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم 2010 المقرر إقامتها في القارة الافريقية تراجعت هذه الاصوات عن طلبها السابق بالتقدم لتنظيم الاولمبياد.
وحصلت جنوب أفريقيا على عشرة أصوات في اقتراع اللجنة التنفيذية بالاتحاد الدولي للعبة (فيفا) مقابل أربعة اصوات للمغرب بينما لم تنل مصر ولو صوتا واحدا فيما عرف لاحقا بفضيحة "صفر المونديال".
ولعل هذا الاخفاق في نيل تنظيم كأس العالم كان طوق النجاة بالفعل لمصر من الدخول في صراع طويل آخر على طلب تنظيم الدورات الاولمبية وهو ما يعد ضربا من المستحيل في ظل صعوبة تنظيم تلك الدورات وحاجتها إلى توفير إمكانيات كبيرة وأموال خضمة.
ولا يختلف الحال كثيرا بالنسبة لقطر التي نجحت بامتياز في تنظيم الدورة الاسيوية قبل عامين ولكنها تفتقد بعض الامور التي تحددها اللجنة الاولمبية الدولية لتنظيم الدورات الاولمبية حيث أكدت المؤشرات أن استبعاد العاصمة القطرية الدوحة في التصفية الاولى للمدن المرشحة لاستضافة أولمبياد 2016 جاء بسبب صغر مساحة قطر وكذلك الطقس الحار بالاضافة لقلة عدد سكانها.
وعلى الرغم من الامكانيات الهائلة التي تتمتع بها قطر والتي ظهرت بشكل كبير خلال البطولات الدولية العديدة التي استضافتها في الاونة الاخيرة وكذلك خلال دورة الالعاب الاسيوية التي استضافتها نهاية عام 2006 يرى مسئولو اللجنة الاولمبية الدولية أنه في حالة التغاضي عن ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة في الدوحة سيكون من الصعب التغاضي عن صغر مساحة قطر وقلة تعدادها السكاني خاصة وأنه سبق وأن رفضت اللجنة منح التنظيم لمدينة لايبزج الالمانية لقلة تعدادها السكاني عن نصف مليون نسمة وهو ما ينطبق على الدوحة أيضا.
ولذلك فإن إمكانيات أي من الدول العربية التي نجحت في استضافة الدورات الافريقية أو الاسيوية أو العربية لا تتناسب مع استضافة الدورات الاولمبية وهو ما أكدته دورة الالعاب الاولمبية الحالية التي تستضيفها العاصمة الصينية بكين من الثامن إلى 24 آب/أغسطس الماضي.
ووفرت بكين الامكانيات اللازمة لاستضافة الدورة الحالية وتفوقت بالفعل على باقي المدن التي استضافت الدورات الاولمبية السابقة حسبما أكد معظم المشاركين في الدورة.
كل هذه الامكانيات التي وفرتها بكين واستغلالها لإمكانياتها البشرية أيضا أثار العديد من التساؤلات حول إمكانية استضافة الدورات الاولمبية في إحدى المدن العربية خاصة وأن أولمبياد بكين وضع معايير جديدة للاستضافة باعتراف المسئولين عن تنظيم أولمبياد لندن 2012 والذين أكدوا أن التنظيم الرائع لأولمبياد بكين وضعهم أمام تحديات جديدة.
لذلك لم يكن غريبا أن يعرب عبد الحميد سلامة رئيس اللجنة الاولمبية التونسية عن إعجابه الشديد بالمستوى الرائع للتنظيم في الدورة الحالية مشيرا إلى أن الصين أبدعت بالفعل في تنظيمها.
وقال سلامة إن الصين أبدعت بينما ما زال العرب والافارقة بعيدين تماما عن مثل هذا المستوى الراقي في التنظيم واستضافة الأحداث الرياضية الكبيرة. وأوضح أن الصين قطعت شوطا كبيرا وحققت معجزة حقيقية وهو أمر جيد في حق العملاق الاسيوي وتاريخه وحضارته مشيرا إلى أن المشاركين والزائرين شاهدوا في بكين ما لم يشاهدوه سابقا من خلال هذا التنظيم الراقي.
كذلك وصفت نوال المتوكل وزيرة الشباب والرياضة المغربية التنظيم بأنه "نموذجي.. وقد أبهرت الصين العالم كله بهذا التنظيم المحكم".
كما أعرب العديد من رؤساء البعثات المشاركة عن انبهارهم بالتنظيم ومنهم محمد شاهين رئيس البعثة المصرية المشاركة حيث أكد أنه من الصعب أن تقدم أي دولة أخرى تنظيما مماثلا لما قدمته الصين.
ورغم ذلك لم يخل التنظيم في الدورة الحالية من بعض السلبيات الطفيفة ومنها ما أكده محمد قريميدا نائب رئيس البعثة الليبية عن استيائه من البطء في تعامل المنظمين مع أعضاء الوفود المشاركة مقارنة بما كان عليه الحال في أولمبياد أثينا 2004 .
وقال قريميدا إن المشكلة الحقيقية في التنظيم هي عدم تمكن المتطوعين من التعامل السريع مع أعضاء الوفود المشاركة في الدورة مشيرا إلى أن وجود عدد هائل من المتطوعين يفسده عدم إجادتهم اللغة الانجليزية.
وأكد قريميدا أن الاقامة جيدة للغاية ولكن المشكلة الاخرى التي يجدها هي الطعام لأنه متوسط المستوى فلا توجد على سبيل المثال قائمة بالاطعمة المناسبة للوفود العربية والاسلامية.
ولكن هذه السلبيات الطفيفة لا تؤثر على التنظيم العام في مثل هذه الدورات الكبيرة وتبقى حقيقة واحدة مؤكدة وهي أن المدن العربية ما زالت بحاجة إلى الكثير من أجل تنظيم مثل تلك الدورات.(موقع كورة)
فقد طالبت أصوات في مصر خلال فترة التسعينيات من القرن الماضي بضرورة التقدم بطلب لاستضافة إحدى دورات الالعاب الصيفية لتصبح بلدهم أول دولة تنظم دورات الالعاب الاولمبية في القارة السمراء بعد نجاحها الكبير في تنظيم الدورة الافريقية مطلع تسعينيات القرن العشرين.
ولكن مع فشل من مصر وليبيا وتونس في بداية القرن العشرين في نيل تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم 2010 المقرر إقامتها في القارة الافريقية تراجعت هذه الاصوات عن طلبها السابق بالتقدم لتنظيم الاولمبياد.
وحصلت جنوب أفريقيا على عشرة أصوات في اقتراع اللجنة التنفيذية بالاتحاد الدولي للعبة (فيفا) مقابل أربعة اصوات للمغرب بينما لم تنل مصر ولو صوتا واحدا فيما عرف لاحقا بفضيحة "صفر المونديال".
ولعل هذا الاخفاق في نيل تنظيم كأس العالم كان طوق النجاة بالفعل لمصر من الدخول في صراع طويل آخر على طلب تنظيم الدورات الاولمبية وهو ما يعد ضربا من المستحيل في ظل صعوبة تنظيم تلك الدورات وحاجتها إلى توفير إمكانيات كبيرة وأموال خضمة.
ولا يختلف الحال كثيرا بالنسبة لقطر التي نجحت بامتياز في تنظيم الدورة الاسيوية قبل عامين ولكنها تفتقد بعض الامور التي تحددها اللجنة الاولمبية الدولية لتنظيم الدورات الاولمبية حيث أكدت المؤشرات أن استبعاد العاصمة القطرية الدوحة في التصفية الاولى للمدن المرشحة لاستضافة أولمبياد 2016 جاء بسبب صغر مساحة قطر وكذلك الطقس الحار بالاضافة لقلة عدد سكانها.
وعلى الرغم من الامكانيات الهائلة التي تتمتع بها قطر والتي ظهرت بشكل كبير خلال البطولات الدولية العديدة التي استضافتها في الاونة الاخيرة وكذلك خلال دورة الالعاب الاسيوية التي استضافتها نهاية عام 2006 يرى مسئولو اللجنة الاولمبية الدولية أنه في حالة التغاضي عن ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة في الدوحة سيكون من الصعب التغاضي عن صغر مساحة قطر وقلة تعدادها السكاني خاصة وأنه سبق وأن رفضت اللجنة منح التنظيم لمدينة لايبزج الالمانية لقلة تعدادها السكاني عن نصف مليون نسمة وهو ما ينطبق على الدوحة أيضا.
ولذلك فإن إمكانيات أي من الدول العربية التي نجحت في استضافة الدورات الافريقية أو الاسيوية أو العربية لا تتناسب مع استضافة الدورات الاولمبية وهو ما أكدته دورة الالعاب الاولمبية الحالية التي تستضيفها العاصمة الصينية بكين من الثامن إلى 24 آب/أغسطس الماضي.
ووفرت بكين الامكانيات اللازمة لاستضافة الدورة الحالية وتفوقت بالفعل على باقي المدن التي استضافت الدورات الاولمبية السابقة حسبما أكد معظم المشاركين في الدورة.
كل هذه الامكانيات التي وفرتها بكين واستغلالها لإمكانياتها البشرية أيضا أثار العديد من التساؤلات حول إمكانية استضافة الدورات الاولمبية في إحدى المدن العربية خاصة وأن أولمبياد بكين وضع معايير جديدة للاستضافة باعتراف المسئولين عن تنظيم أولمبياد لندن 2012 والذين أكدوا أن التنظيم الرائع لأولمبياد بكين وضعهم أمام تحديات جديدة.
لذلك لم يكن غريبا أن يعرب عبد الحميد سلامة رئيس اللجنة الاولمبية التونسية عن إعجابه الشديد بالمستوى الرائع للتنظيم في الدورة الحالية مشيرا إلى أن الصين أبدعت بالفعل في تنظيمها.
وقال سلامة إن الصين أبدعت بينما ما زال العرب والافارقة بعيدين تماما عن مثل هذا المستوى الراقي في التنظيم واستضافة الأحداث الرياضية الكبيرة. وأوضح أن الصين قطعت شوطا كبيرا وحققت معجزة حقيقية وهو أمر جيد في حق العملاق الاسيوي وتاريخه وحضارته مشيرا إلى أن المشاركين والزائرين شاهدوا في بكين ما لم يشاهدوه سابقا من خلال هذا التنظيم الراقي.
كذلك وصفت نوال المتوكل وزيرة الشباب والرياضة المغربية التنظيم بأنه "نموذجي.. وقد أبهرت الصين العالم كله بهذا التنظيم المحكم".
كما أعرب العديد من رؤساء البعثات المشاركة عن انبهارهم بالتنظيم ومنهم محمد شاهين رئيس البعثة المصرية المشاركة حيث أكد أنه من الصعب أن تقدم أي دولة أخرى تنظيما مماثلا لما قدمته الصين.
ورغم ذلك لم يخل التنظيم في الدورة الحالية من بعض السلبيات الطفيفة ومنها ما أكده محمد قريميدا نائب رئيس البعثة الليبية عن استيائه من البطء في تعامل المنظمين مع أعضاء الوفود المشاركة مقارنة بما كان عليه الحال في أولمبياد أثينا 2004 .
وقال قريميدا إن المشكلة الحقيقية في التنظيم هي عدم تمكن المتطوعين من التعامل السريع مع أعضاء الوفود المشاركة في الدورة مشيرا إلى أن وجود عدد هائل من المتطوعين يفسده عدم إجادتهم اللغة الانجليزية.
وأكد قريميدا أن الاقامة جيدة للغاية ولكن المشكلة الاخرى التي يجدها هي الطعام لأنه متوسط المستوى فلا توجد على سبيل المثال قائمة بالاطعمة المناسبة للوفود العربية والاسلامية.
ولكن هذه السلبيات الطفيفة لا تؤثر على التنظيم العام في مثل هذه الدورات الكبيرة وتبقى حقيقة واحدة مؤكدة وهي أن المدن العربية ما زالت بحاجة إلى الكثير من أجل تنظيم مثل تلك الدورات.(موقع كورة)
magdeeb- مشرف المنتدى الهندسي
- عدد الرسائل : 690
العمر : 38
الموقع : اليازدية عاصمة العالم
العمل/الترفيه : معماري مع وقف التنفيذ
تاريخ التسجيل : 18/09/2007
مواضيع مماثلة
» ترتيب الدول مع انتهاء أولمبياد بكين
» حجب خدمة الماسنجر عن سوريا وبعض الدول
» الكساد الأمريكي يهدد اقتصاد الدول النامية
» القمة العربية
» ظلم اللغة العربية للمرأة
» حجب خدمة الماسنجر عن سوريا وبعض الدول
» الكساد الأمريكي يهدد اقتصاد الدول النامية
» القمة العربية
» ظلم اللغة العربية للمرأة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى