عيد الصليب المجيد

كنعان كنعان الأحد سبتمبر 14, 2008 2:04 am

عيد الصليب المجيد

بعد أن أنزل السيد المسيح عن الصليب بعد موته , جعل اليهود الجلجلة مرمى نفايات وقمامة , حتى أصبحت تلك المنطقة جبلاً كبيراً , وبقي الصليب مطموراً إلى عهد الأمبراطور
قسطنطين الكبير عام 326 م , حيث أرسل مع والدته الملكة هيلانة جيش كامل إلى فلسطين للتنقيب عن الصليب , وقال لها عندما تجدينه أخبريني بأسرع وقت .
وفي أورشليم كان هناك القديس مكاريوس أسقف أورشليم , وبعد جهد كبير أرشد الملكة كهل يهودي إلى مكان الصليب المطمور , وفي 19 توت أو 10 برمهات حالياً 14 أيلول وبعد التنقيب وجدت ثلاثة صلبان ولوحة مكتوب عليها يسوع الناصري ملك اليهود , ولم يعرف أحد من الحاضرين أي الصلبان الثلاثة هو صليب السيد المسيح , فأشار على الملكة أحد الرهبان بأن تحضر عجوز مريضة من تلك المنطقة , فأمرت بإحضارها وطلبت منها أن تلمس الصلبان الثلاثة , فلمست العجوز الصليبان دون نتيجة وعندما لمست الصليب المقدس برأت من مرضها وأصبحت كفتاة في العشرين من عمرها, فتأكدت الملكة أنه صليب الرب , فلفته بالحرير الغالي ووضعته في خزانة فضية ونقلته إلى أورشليم مع أصوات الترانيم والتسابيح , واقامت كنيسة القيامة على مغارة الصليب ووضعته داخلها , ودشن الكنيسة البابا أثناسيوس بطريرك الأسكندرية حينها , وارادت أن تخبر إبنها الإمبراطور بأنها وجدت الصليب بأسرع وقت , فأمرت بإشعال النيران على أسطح القلاع والحصون قلعة تلو الأخرى , والقلاع من فلسطين إلى سوريا إلى قبرص واليونان وروما كانت كل قلعة مطلة على الأخرى , فكان الجنود كلما شاهدو النار أشعلوا نار أخرى لإخبار القلعة المطلة إلى أن وصل الخبر إلى الإمبراطور قسطنطين , ولهذا السبب نشعل النيران في عيد الصليب إلى هذا الحين .
وبعد إكتشاف الصليب أصبح علامة الأفتخار والنصر حيث انتصر السيد المسيح على الموت , فاتخذه الإمبراطور علامة النصر في حروبه , وبنى كنائس كثيرة وأبطل عبادة الأوثان , وفي عام 610 م عندما استولى الفرس على الصليب أراد الإمبراطور هرقل استرجاعه إلى كنيسة القيامة , فأراد أن يحمله بنفسه ويدخله إلى الكنيسة فلم يستطع رفعه , فتقدم أحد الكهنة وقال له : تذكر أيها الملك أن السيد المسيح حمل الصليب وعلى هامته المقدسة إكليلاً من الشوك وليس تاجاً مرصعاً بالذهب والألماس , فنزع تاجه وخلع ثيابه الملوكية وحمل الصليب بسهولة وأدخله الكنيسة .
وبعد ذلك بدأ الملوك والأمراء والمؤمنين المسيحيين يطلبون قطعاً من الصليب للاحتفاظ بها كبركة لبيوتهم وممتلكاتهم ولم يبقى إلى يومنا هذا إلا قطعتان أصليتان من خشبة الصليب
الأولى لا تزال في أورشليم والثانية في كنيسة الصليب المقدس في روما.
ونحن الآن نرسم علامة الصليب ونعلن بها أننا مسيحيين بكل صراحة وجرأة وعلينا أن نفتخر بذكر الصليب ولا نخجل من رسم علامة الصليب حيث بذلك نشير إلى ثلاث عقائد تؤمن بها الكنيسة الجامعة وهذه العقائد هي :
عقيدة "الثالوث الأقدس" و " عقيدة التجسد" حيث نرسم الصليب من فوق إلى تحت أي المسيح نزل من السماء إلى الأرض و " عقيدة الفداء " حيث نرسم من اليمين إلى اليسار أي المسيح نقلنا من الظلمة إلى النور ومن الوت إلى الحياة بموته على الصليب افتدانا جميعاً .

وكل عام و أنتم بألف خير ودامت المحبة فيما بينكم إلى دهر الداهرين آمين .