SMART MAN

STONE GOLD الإثنين مايو 26, 2008 1:02 am

حدث ذلك يوم الأحد 4 نوفمبر 2007 ، في نهاية نشرة أخبار الساعة التاسعة والنصف، وذلك إثر استضافة شخص يدعى (الدكتور) تسابحجي، وسنورد الاسم الثاني للضيف نظراً لكوني نسيت اسمه الأول من فرط دهشتي بما شاهدته وسمعته على شاشة قناة لها موقعها المهم لدى المشاهد العربي ! مع العلم بأنني أحد المتحمسين للقناة حيث أدير جهاز الاستقبال إلى رقمها ما أن أفتح التلفاز.

ربما كانت المذيعة على حق، فضيفها كان أكثر ضحالة من أن يتم تجاوز أداؤه المحرج بحياد يفترض أن يمتلكه من يجلس أمام كاميرا محطة إخبارية في موقع المقدّم. على أنّ الإنجاز الأهم يحسب للدكتور الضيف الذي استطاع وبدقائق معدودة خصصت لاستضافته أن يقلب الطاولة وفق التعبير الصحفي !!
في سياق التعليق على المأساة التي كشف عنها في شمال سوريا لم يستطع الدكتور المتخصص ( لا أدري متخصص في ماذا ) إلاَّ أنه من المرجح أن يكون متخصص في إحراج المذيعات وتلك شهادة نادرة لا يمكن لأياً كان أن يحصل عليها.
بالنسبة للمحطة فإن أقل المتوقع من صاحبنا المتخصص أن يظهر الحد الأدنى من التعاطف البشري تجاه ما دعته المذيعة زينة يازجي بـ ( الجريمة ) بحق الإنسانية قبل أن تكون بحق الطفلة الضحية، وذلك في معرض سؤالها للضيف عن رأيه فيها.
إلاَّ أنّ الضيف الكريم ومما أوحته طريقة جلوسه المتحفزة وابتسامته المقتضبة كان يخفي في جعبته مفاجأة غير متوقعة بكافة المقاييس وما أن انتقلت الكاميرا إليه حتى اعتدل في جلسته شابكاً يديه بطريقة احترافية وبدأ يلقي بدرره رشَّاً ودراكاً ....
الدكتور تسابحجي : ( أنا أعترض على تسمية المسألة بالجريمة.. ربما كان الرجل ضحية أيضاً، دعينا ننتظر حتى تكبر هذه الطفلة وتتزوج وتنجب، وفي حال جاء أولادها مشوهين، هل سيحق لنا أن نسميها مجرمة هي الأخرى، المشكلة مشكلة ثقافية !!!!!) .... لى آخر ما جاء من دُررْ .
أضيف إلى ذلك بأنني مستعد لأتقول على الرجل ما لم يقله وأتوقع بأنه كان يفكر بأن يقول للمذيعة: سوريا الله حاميها ! ومجتمعنا السوري خال من الأمراض، وأنت عميلة للبنانيين والأمريكان والسعوديين والمصريين، في حال لو نطقت بكلمة أخرى، وذلك بسبب إصابته بالداء الذي انتشر في بلادنا مؤخراً وهو داء ( لا تلقني بتشقني ) المخيف في الأمر أن المرض يبدو معدياً وقابلاً للانتقال عبر الصحافة الرسيمة والإذاعة والتلفزيون.
نفيدك عزيزي القارئ بأن الطفلة التي تحدث الدكتور عنها عمرها 19 عاماً وقد توقفت عن النمو طبياً نتيجة لظروف حبسها ! وأن والدها قد حبسها نزولا عند رغبة زوجته الجديدة ! وقد كانت المحطة تبث صورها أثناء اللقاء مع الدكتور العتيد.
الملفت للنظر قدرة الشخص على التفوه بأخطاء تفوق عدد كلمات الجملة التي ينطقها، هذا إبداع بلا شك يحتاج إلى دراسة وتصنيف، ونقترح هنا على الدكتور تسابحجي أن يفرد لذلك المزيد من الوقت وبذلك تزداد فرص ظهوره على شاشات الفضائيات العربية وتسقط بسببه دفعة واحدة ونتخلص منها.
أسقط في يد زينة يازجي ولم تدر ما تقول فعلاً كما لم تنقذها نظرتها المستغيثة بزميلها طارق كنعان المشغول مؤخراً بالتأقلم مع الطريقة الجديدة لتقديم الأخبار على الطريقة الخنفشارية أو لنقل المدرسية ..بتصوير كامل النصف العلوي لجسد المقدم وهو يحرك يديه ويدور قلمه ويعمل أوتو زوم لكتلة جسمه بما يحقق أي شيء ما عدا انتباه المشاهد لما يقول !!.
ما تزال قناة العربية عرضة لعثرات غير مفهومة تبدأ بالأخطاء التحريرية المتكررة على موقعها الالكتروني لست بصددها الآن، مروراً بعدم كفاءة الكثير من المراسلين، دون أن تتوقف عند مناكفات تحت الهواء جاءت بنكهة سورية صافية هذه المرة...