Montada Mraizeh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ثقافة دينية - الصوم المبارك (2)

اذهب الى الأسفل

ثقافة دينية - الصوم المبارك (2) Empty ثقافة دينية - الصوم المبارك (2)

مُساهمة  magdeeb الخميس أبريل 03, 2008 8:40 pm

أحد القديس غريغوريوس بالاماس ( النور غير المخلوق )

الأحد الثاني في الصوم الأربعيني المقدس خصصته الكنيسة لأحد أهم قديسيها ، غريغوريوس بالاماس أسقف تيسالونيكي في اليونان ، اعلنت قداستـه كنيسة القسطنطينيـة السنة الـ 1368 ( بعد رقاده بتسع سنوات ) وجعلت عيده في الأحد الثاني مـن الصوم تكريسا لإكرام شعبي لـه في مناطق مختلـفـة مـن اليـونان، وفي هـذا جاء تطويبه والتعيـيد لـه دعما لمجمعَيْن عُقدا في عاصمة الروم في القـرن الـرابع عشر حيث أعلنـت الكنيسة إيمانها بأن النعمـة الإلهية التي تقدسنـا هي نـور إلهـي أزلـي، غير مخلـوق فميزت بين جوهر إلهـي لا يساهم فيه احد والقدرات الإلهيـة التي نساهـم فيها فتحـل فينا وان كانـت بـدورهـا غير مخلـوقـة. فقوة التقـديس التي فيـك الآن قائمـة مع الـلـه وتأتيـك الآن.
. الأحد الماضي كان احد الارثوذكسية الـذي أَعلـنّا فيه تكريمنا للايقونات تعبيـرا عـن استقـامة الرأي ؛ اليـوم استقامة الرأي هي في قبول تعليم غريغوريوس عن القوى غير المخلوقـة الـذي نقـول فيه ان اللـه لا نعرفـه في جوهـره ولن نعرفه في جوهره ولكن لنا منه نـور غير مخلوق ازلي ولكنه ليس الجوهر. هكذا نعرّف النعمـة . النعمـة، حتى تقدّسنا حقيقـةً وتقيم الله فينا، ينبغي ان تكون غير مخلوقـة، فعندما نقول ان الانسان يتأله -حسب عبارة الآباء- نريد بذلك ان الانسان ينـزل اليه النـور الإلـهي نفسـه ويجـعلـه فوق الانفعـالات البشريـة والهوى .
في تعليـم كنيستـنا ان الانسان - نفسا وجسـدا- يصل الى المسيـح منـذ هذه الحياة، ولا يصل اليه الإنسان بعقلـه كما يريد الغرب ، اذ ليس مـن انفصال بين العقـل والمادة. نحن ضد هـذه الثنـائيـة لإيـماننا بـوحدة الكيان البشري. الـفصل بين العنصر العقـلي والعنصر الجسدي شيء مـن الفلسفة اليونانية. ما كان يهتـم لـه غريغوريوس هـو ان معرفتنا لـه مستحيلة بلا الفضيلة اذ يجب ان نسمو الأحاسيسَ والفكرَ معا ونسلم للقوة الآتية الينا مـن الصلاة، فلا معرفـة عندنا مستقلة عـن الطهارة وتَحرُّرنا مـن الأهواء. ان معرفتنا للحقيقة لا تأتي مـن الدراسات ولكن مـن النقـاوة ؛ ففي النسك وممارسة الفضائل نبلغ معرفة الحقيقة وذلك اذا اتحد الجسد والنـفس بالنـور غير المخلوق، فبعد ان تجسد ابـن الله صار الجسد مكرَّما وكما تبنى الـرب يسـوع الجسدَ نتبنى نحن جسدنا بالنعـمة .
غريغوريوس بالاماس ندعوه "كوكب الرأي المستقيم وسند الكنيسة ومعلّمها". كذلك نسميه "مسكن الهدؤ" لأن الذين اتبعوه من الرهبان واشتهر بدفاعاته عنهم نسميهم اهل الهدوء لكونهم يؤمنون بأن الصفاء الداخلي والحرية من الخطيئة انما يأتيان الانسان اذا تغلّب على انفعالاته العميقة، تلك التي تولد الخطيئة فيه؛ فاذا كنت انت مضغوطا من داخلك وفي عاصفة الخطايا لا يمكنك ان تعاين الله في هذا العمر ولا في الدهر الآتي .
اهمية بالاماس الكبرى انه اوصل تعليمنا عن ارتقاء الانسان الى الألوهية الى ذروته ، فهل ندرك الله بعقولنا كما زعم راهب ايطالي اسمه برلعام؟ تصدى له القديس غريغوريوس بناء على كل التراث ان العقل البشري لا يستوعب الله وان الرؤية هي رؤية نور إلهي غير مخلوق ينزل علينا بحيث نتجلى كما تجلى المسيح على الجبل. وهذا الذي شاهده الرسول ما كان بنور حسي. انه نُور المسيح الذي كان فيه وبدا عليه وعلى وجهه وثيابه.
هنا ميز القديس غريغوريوس بين الجوهر الإلهي والأفعال او القوى الإلهية. فالجوهر او الطبيعة لا نقدر ان نساهمهما. لا تخترق انت الجوهر والإ تصير منه. ولكن هناك نور محيط بالجوهر الإلهي، ازلي ينزل عليك فتتأله. الانسان قادر ان يصير إلها بهذا المعنى.
هذا تعليم خاص بالكنيسة الارثوذكسية وهو وحده يشرح بكلمات لاهوتية كيف ان الله يقيم فيك وكيف ان كل ما فيه- ما عدا صفة الخالق- يأتي وينسكب عليك.
وهنا لا تقول الكنيسة الارثوذكسية ان هذا النور ينسكب في النفس فقط ولكن في الكيان البشري كله اذ ليس عندنا تفريق بين النفس والجسد. ليس من ثنائية. يتناول الانسان جسد الرب" لصحّتي النفس والجسد". يمسح بالميرون جسده وليس فقط نفسه. القيامة الأخيرة التي نؤمن بها هي قيامة الأجساد واشتراكها مع النفس في الرؤية الإلهية. الذي ظهر على التلاميذ هو الرب كما عرفوه. جسده القيامي عليه نور ومجد كان يسوع اخفاهما عن الأنظار لمّا كان بيننا على الأرض.
كانـت اهـمـيــة القديس غريغــوريـوس پـالامـاس ان رأى كل ذلـك وقال لمثقــفـي عصره المكتــفين بالفلسـفـة ان هـذه لا تفـهم شيـئـا بلا إلـه، ولذلـك لا نخـوض نحن جـدلا فلسفيا الا من حيث انه قد يساعد على الايمـان ولكنـنـا لا نصـل الى النــور مـن خلال الفلسفـة . المسيحيــة ليسـت ايـديـولوجيــة تصارع ايـديـولــوجـيـات . انها حب لـلـه وذوق لـه وطاعة ، نحـن المسيحـيين لاهـوتيون جميعا لا بمعـنـى اننـا حمـلـة شهـادات من معـاهـد لاهــوت بل مـن حيـث اننـا نتحـدث عن الـلـه من خبرتنـا لـه بالرياضات الروحيـة ومحـبتنـا للـقريـب ومراقبـة حركـة الفكر وحركة الحواس .نحن لا نسلّـط ذهنـا مجردا على الأفكـار التي تُفـرض علينا ولكننا نسلّـط النـور الإلهي فنحكـم في كل شـيء ولا يحكـم فينـا احد .
هذا هو معنى الأحد الثاني من الصوم

صلاة :
يا كوكب الرأي المستقيم وسند الكنيسة ومعلمها ، يا جمال المتوحدين ونصيراً لا يُحارب للمتكلمين باللاهوت ، غريغوريوس العجائبي ، فخر تيسالونيكية وكاروز النعمة ابتهل على الدوام في خلاص نفوسنا

إننا نمدحك بأصوات متفقة يا غريغوريوس المتكلم بالإلهيات يا بوقاً بهياً للتكلم باللاهوت وآلة شريفة إلهية للحكمة ، فبما أنك ماثل لدى العقل الأول بمثابة عقل ، أرشد عقلنا إليه أيها الأب لكي نصرخ هاتفين السلام عليك يا كاروز النعمة

السجود للصليب

عندنا ثلاثة اعياد للصليب: 1) ارتفاع الصليب في 14 ايلول وهـو ذكرى اكتشاف القديسة هيلانة له، 2) تزييح الصليب في اول آب وهو ذكرى انتصار هرقل على الفرس واستعادتـه صليب السيد منهـم الى القدس سنة 630 ، 3) التكريم الذي نحن فيـه في اواسط الصوم غالبا ما يعود الى نقل جـزء من الصليب المكرم من القدس الى أفاميا (قرب حماه) بمناسبـة بناء كنيسة فيها.
ثلاثة اسابيع من الصوم توصلنا في هذا الأسبوع (الأربعاء) إلى منتصف الصيام الذي ينتهي بسبت لعازر، وبعده ندشن صوم الأسبوع الكبير المقدس الذي هو أشد في نظامه النسكي واعمق في معانيه. وقد لاحظت الكنيسة ان ثلاثة اسابيع من الجهاد ترهق بعض المؤمنين الذين يملون من متابعة النسك والتضييق على انفسهم. فلئلا يتعبوا روحيا كما تعبوا جسديا وضعتهم الكنيسة امام مشهد الصليب واقتبست مقطعا من انجيل مرقس يعبر تعبيرا عظيما عن حقيقة الصليب.
في هذا يقول السيد: "من اراد ان يتبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني". اي اذا شئنا ان نمشي وراء يسوع فهذا له ثمن نبذله. ما هو الذي يجب بذله؟ ان تنحر هذه الشهوة او تلك لا يكفي. ان تنفق بعض المال او كثيره على الفقراء لا يكفي. انت يجب ان تذهب إلى الصميم، إلى أصل الشر وتنفيه عن ذاتك. الذات هي الكلمة المفتاح ويسميها الإنجيل النفس. فأنت تابع للمسيح إلى حيث وصل اي إلى الصليب. فاذا اردت ان تميت الخطيئة التي قتلت المسيح عليك ان تضحي ليس بشيء او بمجموعة اشياء ولكن بالأفكار المغلوطة والعلاقات المشبوهة اي بكل ما هو ساقط فيك وجارح لكيانك الروحي او مبطل للصوت الإلهي فيك. ذلك انك جعلت شخصك مكونا من هذه الأشياء او هذه الكلمات او تلك الوجوه. الأمر يتطلب انسلاخا عن ذاتك، عن اشياء متأصلة فيك لتجعل المسيح وحده مكونا لشخصيتك ومالئا كل فراغ فيك.
تفريغ ذاتك مما علق بها من هذه الدنيا يسميه يسوع ان تهلك نفسك التي كانت تظن انها مكونة من هذه الأشياء الفانية والمؤذية التي تعبأت منها. ثم يقول: "من اهلك نفسه من اجلي ومن اجل الإنجيل يخلصها". انت لا تفرغ ذاتك بدون هدف. تفرغها من اجل يسوع وسكناه فيك. تفرغها لكي تملأها من الإنجيل وتصير مسكن الإنجيل. عند ذاك فقط انت انسان جديد.
ولكي لا يتساءل المؤمن: ماذا اترك من هذه الدنيا وماذا لا أترك قال له السيد: "ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه". يمكن ان تربح كل شيء اذا استسلمت لمغريات الدنيا: المال والنفوذ والسلطة وما يطيب لهذا الجسد ان يستهلكه. كل هذا، مجتمعا، يسميه المسيح العالم. فاذا حصلت على كل ما في هذا العالم في رؤية المسيح والمؤمنين به لا تكون قد أخذت شيئا لأن "العالم يمضي وشهوته". تبقى نفسك في فراغ.
"أَم ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه". نفسك أثمن من هذا العالم وكل ما فيه. لا شيء في هذه الدنيا يفديها ولا شيء يضارعها. "انكم قد اشتُريتم بثمن" وهو دم ابن الله. لماذا تبيعون هذا الدم بأشياء بخسة؟ لماذا تتصرفون وكأن الدم الإلهي الذي انسكب لا يهمكم ولو تحسون بأنكم صرتم عظاما ولا مال لكم ولا نفوذ ولا سلطة؟
لا يمكن ان تتحرروا إلا بالصليب أي بدق خطاياكم على مساميره، وإذا قبلتم أن تنصلبوا تعرفون أنكم ترثون المجد لأنه "بالصليب قد أتى الفرح لكل العالم". في وسط هذا الصوم تكونون كمن ورث القيامة قبل حلول العيد. العيد هو ان تقوم نفوسكم من قبورها وانتم احياء بالجسد اي من قبر الخطيئة التي دفنت النفس فيها.
واذا استمعنا جيدا الى صلاة الغروب وصلاة السَحَر نتوجّه فيهما الى الصليب ونقول له -كأنه حي- "اظهر لنا بهاء جمالك" ونسمّيه "فردوسا بهيا للبيعة" (اي الكنيسة) ونعترف انه يمتعنا "بالمجد الأبدي" ونعترف انه "حامل الحياة وظفر العبادة الحسنة" . وقيامة المخلص كانت كشفا ظاهرا لنصر حصل على الصليب، وأبانت انك "لا تدع قدوسك يرى فسادا" , النور كان في المسيح عند صلبه خفيا, عند فجر الفصح ظهر. بيّن الفصح ان المسيح ظافر, ولهذا كان كل جهد لنرى هذا النصر امرًا هينا, فاذا اقمنا الذكرى اليوم نتشدد ونسير الى ملء الفرح عند صباح العيد.
جميل الطواف بالصليب في احد السجود له في أواسط الصيام، فإنه قائم وسط ثلاث شموع مضاءة ترمز الى الثالوث اي ان الله رأى ان مسيحه هو الحمل الذبيح قبل انشاء العالم ورأى ايضا انك انت ذبيح; غير ان الصليب هذا موضوع ايضا على رياحين تحيط بالشموع, فاذا جئت في آخر الصلاة السحرية وقبَّلت الصليب، يدفع اليك الكاهن زهرة ليوحي اليك انك مهما تألمت، المسيح القائم من بين الأموات والمرموز اليه بريحانة هو معك .
هكذا يمكنكم ان تكملوا الصيام بفرح وان تأخذوا أقساطًا من الفصح، حتى إذا تحررتم حقا في فترة الصيام تتمكنون من قبول النور الفصحي. كان هذا الأحد لنفهم هذه الحقيقة. ننضم الى الصليب اي الى ما يبدو لنا ألما ونقبل صعوبة الإمساك والتقشف والمثابرة على الصلاة لكي نصل الى القيامة. ونفهم في مسيرتنا اليها ان نورها يتخلل هذا الصيام.
ما من سبيل إلى ربح نفسك إلا إذا تخلى قلبك عن كل شيء. تحب الناس بلا تسلط. تستعمل الأشياء استعمالا ولا تشتهيها كما يشتهيها المحروم. لأنك عبد لما تشتهي. كل شهوةٍ دوار (أي دوخة). عقلك لا يمكن أن يسود الأشياء إذا لم يَسُدْهُ المسيح. المحبة مصلوبية, وفي المصلوبية الحرية.

خلص يا رب شعك وبارك ميراثك وامنح عبيدك المؤمنبن الغلبة على الشرير واحفظ بقوة صليبك جميع المختصين بك

الأحد الرابع من الصوم : احد القديس يوحنا السلمي

فيما يتقدم المؤمن على طريق التقشف بعد انتصاف الصوم، رأت الكنيسة ان تُظهر اليوم في هذا الأحد الرابع صورة ناسك عظيم، يوحنا السلّمي، وقد سُمّي كذلك لكونه صاحب كتاب سلّم الفضائل. وُلد في النصف الثاني من القرن السادس ولا نعرف موطنه وأصله وتوفي في بدء القرن السابع وكان قد تولى رئاسة دير سيناء، كان يعرف النفس البشرية كأنه عالم نفساني عصري ولا شيء يدلّ انه دخل جامعة. يحمل تراث الذين سبقوه ولكنه يلتمع احيانا فيقول مثلا: "من هو يا ترى الراهب الأمين الحكيم؟ هو من يحفظ غيرته متقده الى النهاية ولا يزال حتى الممات يزيد كل يوم على ناره نارا وعلى اضطرامه اضطراما وعلى شوقه شوقا وعلى همته ونشاطه همة ونشاطا دون انقطاع" . الراهب في سكون بمعنى انه اطفأ الشهوة ولكنه، ضمن هذا السكون، نار محبة لله وللإخوة، وهذا ما يطلبه الله الى كل مؤمن وليس فقط الى الرهبان.
الايقونة اخذت هذا الكتاب الحاوي ثلاثين مقالة، وصورت السلم وعلى رأسها المسيح المبارك، وكل مقالة تمثل درجة من السلم، وانت ترى راهبا يتسلق درجتين او اربعا او عشرين وما فوق ويشده الشيطان اليه فيسقط، ولكنك ترى من يصل الى المسيح .
غاية المؤلف ان يدخلك الكفاح العملي اي اقتناء الفضائل لأنها هي المنطلق الى التأمل في الأشياء الروحية، عن طريق الفضائل الإنجيلية اذا اكتسبتها تميز بين ما يجيء اليك من الفكر الإلهي وما يجيء من الشيطان او من طبيعتك البشرية وحدها، تنفيذ الوصايا يعطيك علما بما يخلّص نفسك .
هذا الكتاب وان كان اصلا موجها الى الرهبان انما ينفع الناس جميعا. من لا يهمه ان يقرأ المقالة الخامسة عن التوبة الدائمة او عن الحقد والكذب او عن الطهارة او عن حب المال او عن عدم الحس؟ في حديثه عن عدم الحس يقول عن المصاب به: "يصيح لقد اذنبت ويهرع الى فعل ذلك الذنب عينه... يتفلسف في ذكر الموت ويتصرف كأنه غير مائت... يمدح الصلاة ويهرب منها".هذا أدب روحي كبير؛ تأملوا في هذا: "ان كان وجه حبيبنا يغيرنا بجملتنا جليا ويجعلنا مشرقين فرحين فاقدي الحزن فكيف بوجه السيد اذا أتى الى نفس طاهرة وسكن فيها بحال غير منظور؟".
اذا اردنا ان نتابع هذا الصوم بجدية لا بد لنا ان نفهم انه، قبل كل شيء، زمان توبة، والتوبة ان ترفض ما لا يرضى عنه المسيح وان تحب ما يحب. لا بد ان نفهم هذا ان كل الصلوات وكل الأصوام لها غاية واحدة ان نتحول الى وجه يسوع حتى نعشقه، حتى ترتسم علينا انوار وجهه بصورة ان من رآنا نتصرف يدرك للتو اننا انما تصرفنا بقوة يسوع واننا من أصحابه .
هذه التوبة هي الفصح، لأنها هي القيامة من موت الخطيئة، هذا الصوم ارادته الكنيسة مشوارا الى الفصح وتشربا لنوره يوما بعد يوم. ان لم نفعل هذا يبقى الصيام حِمية عن طعام اي شيئا تافها، العبادات كلها تذكير بالمعلّم الإلهي، ولكن ان لم نأخذ علمه اي ان لم نحول الإنجيل الى سلوك، يبقى الإنجيل كتابا مثل الكتب .

فيما ينعطف الصوم الى نهايته، آن الوقت ان نستعد لاستقبال الأسبوع العظيم في كل جمالاته حتى يجدنا السيد طاهرين عند فجر الفصح . ومن قرأ كلاما كهذا يتصور انه امام شاعر لا امام راهب (ما الفرق اذا كان الراهب محبا صافيا حتى النهاية). من قرأ هذا يقدر ان يفهم ان حبنا للمسيح ليس فيه ضجر.
طوبى لمن تسلق هذه السلّم ولم يسقط، اذا كان في العالم بعض من هؤلاء، فالعالم سماء مذهلة .

طروبارية القديس
للبرية غير المثمرة بمجاري دموعك أمرعتَ وبالتنهدات التي من الأعماق أثمرت بأتعابك إلى مئة ضعف ، فصرت كوكباً للمسكونة متلألئاً بالعجائب يا أبانا البار يوحنا ، فتنشفع إلى المسيح الإله ان يُخلّص نفوسنا
magdeeb
magdeeb
مشرف المنتدى الهندسي

عدد الرسائل : 690
العمر : 37
الموقع : اليازدية عاصمة العالم
العمل/الترفيه : معماري مع وقف التنفيذ
تاريخ التسجيل : 18/09/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى