Montada Mraizeh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موتهم لغز وحياتهم معجزة (أيتام دار زيد بن الحارثة)

اذهب الى الأسفل

موتهم لغز وحياتهم معجزة (أيتام دار زيد بن الحارثة) Empty موتهم لغز وحياتهم معجزة (أيتام دار زيد بن الحارثة)

مُساهمة  goldenrose الأربعاء أغسطس 06, 2008 10:35 am

موتهم لغز وحياتهم معجزة:
أيتام دار زيد بن الحارثة


ضرب وإهمال وسوء معاملة وتلاعب بمخصصاتهم من الطعام وغيره، ورواية غامضة عن عظام بشرية في الحديقة الخلفية. "اكتفِ بما حصلت عليه من معلومات" ينصح مسؤول، ويحذر آخر من فتح "الملفات القديمة..!" وتمتنع مديرة الدار عن الإجابة رغم الموافقة الرسمية وترفض طلبنا لمقابلة احد الأطفال. لا احد يرغب بالكشف عما يجري خلف أسوار دار زيد بن الحارثة في دمشق لرعاية الأيتام ومجهولي النسب، حيث يعيش نحو145 طفل وشاب(أعمارهم بين يوم إلى الـ18سنه) ويتعرض البعض منهم إلى معاملة سيئة وصلت إلى ضربهم بشكل مبرح، وإهمال لصحتهم وتلاعب بمخصصاتهم من الطعام وغيره، وفقا لمصادر مطلعة(رفضت كشف اسمها) من داخل الدار.

البحث في هذه الأمور على أهميتها قادتنا إلى معرفة معلومات قد تكون اخطر، حيث يتداول موظفوا الدار همسا حادثة اكتشاف طفل لبقايا عظام لطفل مدفون في الحديقة الخلفية، مما حدا بموظفين يعملان حاليا بالدار( حسب الرواية) إلى محاولة الحفر بتلك الحديقة ولأكثر من مرة بحثا عن عظام أطفال.

إرشاد بالضرب..

يصف شاهد عيان الضرب داخل الدار "شيء عادي ويحدث دائما ولأتفه الأسباب". يستغرب (ف.ا) المدرس المتعاقد مع الدار " لا اعرف مبرر لكل هذه القسوة التي يتعاملون بها مع الأطفال، فقد ضرب أمامي احد المشرفين الشاب(مروان-15 سنه) بتاريخ 21/5/2008 قبل الفحص بيوم <>واحد، وتأثرت كثيراً بالحادثة " وعن سبب الضرب " طلب المشرف من مروان ان يترك كل شيء و"يعبد مادة التاريخ" بسبب تقصيره بها، فأجابه مروان "سأدرس المادة لكني لن اعبدها"، فانهال عليه بالضرب ورماه على الخزانه وضربه بطاولة الدراسة، ثم جلس فوقه على السرير واخذ يضربه، حتى سالت الدماء من وجهه، وازرقت أذنه.." يتابع المدرس " وحاولت التدخل، لكنه هددني المرشد بالفصل، فأخذت مروان وغسلت له الدماء وحاولت ان أطيب خاطره بكلمتين.." وبحسب المدرس فان مروان اشتكى إلى راني رحمو(معاون مدير الدار) وكل ما فعله رحمو هو الطلب من المشرف عدم ضرب مروان. حادثة ضرب أخرى مبتكرة يرويها المدرس(ف.ا) " دخل المرشد النفسي أثناء الدرس دون استئذان وامسك بالطفل صلاح(صف خامس) وخلع له لباسه ونزل به ضربا بالقشاط، ثم ادخله إلى الحمام ووضعه بالبانيو وسكب الماء عليه مواصلا ضربه، وحاولت التدخل فرد بان الطفل ريحته طالعه ويريد تنظيفه، رغم أني لم أشم أي رائحة.."

واستطعنا من خلال هذا التحقيق ان نحصل على عدة حوادث ضرب اضافية تؤكد تكرار هذه الممارسات في الدار.
ووفقا لوثيقة حصلنا عليها فان مسؤول بالدار (ر.ر) يقر بصفعه للطفل مراد وتحويله إلى الأحداث بسبب "عدوانيته الواضحة والخطر الذي يسببه لباقي الأطفال" مما حدا بجد الطفل الذهاب منتصف الليل إلى مركز الأحداث لإخراجه.
وفي جولة سيريانيوز على الدار اقر الشاب مروان(15 سنه) بما تعرض له من ضرب ونزف الدماء من فمه وانفه، وتحدث الطفل مجدي عن حادثة ضرب صلاح داخل البانيو..


أحد مدراء الدار عماد كاتبي قال" الضرب ممنوع وسبق ان صرفنا عدد من الأمهات اللواتي قمنا بهذه الممارسات " واحضر إلى مكتبه كل من الأطفال مروان ومجدي وصلاح والمرشد فتحي مكارم، وأعاد مروان الاعتراف بحادثة تعرضه للضرب وقال بأنه اشتكى للمرشد مكارم فتحي، وكان الطفل صلاح شديد الخوف وكرر بأنه"لم اقل لك شيء" لكن مجدي الذي تعرض بدوره للضرب أعاد ما سمعه من إخوته عن حادثة ضربه بالبانيو، وعلى اثر طلب كاتبي تسريح الموظف.
والكنز بالحديقة الخلفية..... "منذ نحو أربعة أشهر وجد الطفل (علي الطرطوسي –صف رابع) فكاً من العظم (وبرواية أخرى فك وجمجمة) بينما كان يلعب في الحديقة الخلفية للدار، فاخبر نائب المدير راني رحمو الذي اخبر بدوره عدد من الموظفين.
حاول كل من المشرفين جلال عيسى ومحمد الفاعوري مصطحبين عدد من الأطفال استكشاف الحديقة دون إثارة أية شكوك(تحت ذريعة أنهم يلعبون لعبة اكتشاف الكنز) وتكرر الأمر مرتين، و"وجدوا حفرة" لكن الإدارة منعتهم من الاستمرار.."
هذه الحادثة نرويها كما نقلتها مصادر مطلعة من داخل الدار، بينما أنكرها راني رحمو، وفي سؤال المدير كاتبي عن علمه بالحادثة وكيفية التصرف حيالها قال" هذا أمر يخص الوزارة ويعود إلى ثلاث أربع سنوات" ..ونفى علمه عما يشاع عن حالات دفن غير شرعية في تلك الحديقة مقللا من أهمية الأمر على اعتبار أنه يتناول مرحلة سابقة.
حاولنا ان نتأكد من بعض الوقائع التي تشير إلى أمور مريبة في تلك الحديقة، إلا ان مسؤولي الدار رفضوا الإجابة ولم ينفوا الحادثة (باستثناء رحمو)، كما رفضوا طلبنا للقاء بعض الأطفال (علي الطرطوسي والشابة أريج) وبعض الموظفين الذين يملكون معلومات تتعلق بالأمر.
مصدر مطلع يعمل بالدار منذ زمن طويل (رفض الكشف عن اسمه) يقول "أنا متأكد إن حفروا سوف يجدون عظاماً في الحديقة الخلفية للدار المجاورة للمنزل الحارس (أبو سيروب) ففي المرحلة السابقة (أكثر من عشر سنوات) كانوا يتخلصون من الأطفال الذين يموتون بسبب الإهمال او المرض،عبر دفنهم ليلا في الحديقة".
والموت بصمت..
تفتخر مديرة سابقة للدار(ف.ت) بان حوادث الوفاة على دورها انخفضت الى نسبة 1-2 حالات بالشهر..! وتكشف بأنها اطلعت على وثائق وسجلات مرحلة سابقة "تقرير مؤلف من ثلاث صفحات" وقرأت فيه سجلات حوادث موت يوميه "وصلت بالفترة التي يتحدث عنها التقرير إلى حالتين وثلاثة كل يوم..!"
أما هذه السنة فحصلت فقط حالتا وفاة لطفل وطفلة والسبب توقف قلب وتنفس وإنتان دم ..!


والرعاية بالوقائع..

ومن خلال متابعتنا لكثير من الروايات ومقابلتنا لعدد من الشهود فقد وصلنا الى حقائق عن وقائع اهمال وتعرض الاطفال الى حوادث واصابات بشكل متكرر. تشير موظفة مطلعة إلى الإهمال و تعرص ما حصل مع الطفل هشام " سقوط متكرر(ثلاث مرات بأسبوع واحد) على رأسه الأمر الذي جعل الطبيب المعالج يشكو من أن رأس الطفل لم يعد يوجد به مكان لخياطة جرحه، ومكث الطفل يومين بالمشفى.." وتتابع بان الموظفة المسؤولة "لم تعاقب على إهمالها، ولم يفتح تحقيق بالأمر..". كما حصلت سيريانيوز على نحو عشر وثائق تشير باليوم والتاريخ إلى تعرض الأطفال إلى حوادث متكررة-عدة حوادث باليوم الواحد - منها(كدمات، حروق، جروح،كسر أطراف، لدغة حشرات..الخ)

ووثيقة أخرى تشير إلى تعرض الأطفال الخاضعين إلى المعالجة الفيزيائية إلى"يبوسة مفصلية وتشنج عضلي شديد سببه البرد الشديد الذي تعرضوا نتيجة عدم وجود مازوت للتدفئة في الدار بين 21/12/2007 ولغاية 15/1/2008.
و آخر ما علمناه نقلا عن مصدر من داخل الدار" اكتشاف إصابة إحدى المربيات(ز.ج) المقيمة مع الأطفال بقسم الحواضن بمرض السل، مما جعل الإدارة تتذكر أن عليها إجراء اختبارات لجميع العاملات وخاصة المقيمات بالغرف مع الأطفال، وباختبار الأطفال اكتشف إصابة الطفلة(سوسن) بعدوى السل، فيما لم يجر لغايته اختبار الأطفال تحت سن 2 سنة ، بينما لم يصب الأطفال الآخرين الذي شملهم الاختبار بالعدوى.


واذا بدأت الحقائق التي اكتشفناها بالضرب واساءة المعاملة والاهمال ، فانها امتدت لكي تطال التلاعب بمخصصاتهم ووقوع العديد من الوثائق التي تدلل على وجود عمليات فساد على حساب هؤلاء الاطفال اليتامى..
كشوفات طعام سخية..
تشير وثيقة موقعة من المراقب المالي ثواب عابدين تاريخها 23/4/2008 إلى تلاعب بمخصصات طعام الأطفال التي تقدمها الوزارة "هناك مواد ورادة بالكشف غير مستلمة فعليا(وهذا ما كان يحدث سابقا)" وتتابع الوثيقة "كافة طاقم الوزارة يعرفون تماما موضع الخلل ويصرون على فرضه علينا.. السيد عماد قد طلب مني الإيعاز لامين المستودع بعدم شطب أي مادة واردة في الكشف سواء تم تسليمها او لم يتم.." وفي وثيقة أخرى موقعة من أمين المستودع احمد رمضان ومؤرخة بتاريخ 21/4/2008 يشرح فيها المخالفات بالكميات والكشوف المتعلقة بالطعام المستلم من وزارة الشؤون "ارفض التوقيع على الكشوف لأنها غير مطابقة للواقع لحين تزويدي بتعليمات رسمية دون أي ضغط إداري من أي جهةز." بالنسبة الى التعامل بالاوزان يشير أمين المستودع السابق إلى الأوزان " تحسب الوزارة علينا علبة التون ( مثلا ) بوزنها القائم أي يحسبون وزن حديد العبوة، وقس على ذلك، ثم يعتبرونها وجبة سمك، ويأتون بأسوأ أنواع الفاكهة وبأغلى الأسعار، فاكهة لا يمكن ان يأخذها أي إنسان إلى أطفاله .."ويشير حساني لعدة اجتماعات لمناقشة هذه القضايا دون نتيجة تذكر، بل يشير إلى قول احد مسؤولي الدار "شو مفكرهم أولاد ملوك" ويؤكد بأنه لا يوجد نسب وكميات محددة يستلمون بموجبها الطعام من الوزارة "دائما يوجد لديهم شيء متغير". وتستمر المخالفات والتجاوزات ابتداءا من حفاضات الاطفال والمبالغة في صرف المبالغ لتأمينها رغم وجود متبرعين للدار يزودونها بكل احتياجاتها مرورا باختفاء بعض المواد مثل البطانيات الى التلاعب بفواتير عمليات الصيانة الامر الذي يستنزف موارد الجمعية على حساب الاطفال الموجودين فيها.


والتسريح سيف مسلط..

عدد موظفي الدار هم 125 موظف (100 موظف لقوس قزح و25 للشؤون الاجتماعية) بالإضافة إلى 80 متطوعا.. يقول مازن الأطرش وهو مدير الموارد البشرية سابقاً في الدار بان هذا التصميم هو وفق مقاييس عالمية، ولا ينكر بأنهم يشكلون عبء على الموارد" لكنه يضيف "أمام هذا الكم الهائل من الطاقات البشرية وتكاليفها يفترض ان تكون إنتاجية الدار. ووضعها أفضل بكثير مما هي عليه" ويتابع " الموارد الموجودة تكفي كي يعيش أطفال الدار أفضل مما يعيش أطفالنا ببيوتهم، لكن هناك سوء إدارة". ويتابع الأطرش "كل موظف يحاول الإشارة إلى الخطأ يتم التخلص منه من قبل الإدارة وخلال سنتين من استلام عماد عربي كاتبي للإدارة، استقال من العمل او أقيل ما لا يقل عن 60 موظف"، ويطلعنا بعض الموظفين على (إعلان بجريدة إعلانية لاستقدام 11 موظف جديد) معتبرين بأنه يشكل تهديداً لهم بالاستقالة.
ويفسر الأطرش الأمر بوجود" أصدقاء لهم يريدون تعيينهم وإحلالهم محل موظفي الدار.." الأمر الذي يسخر منه عماد كاتبي وينفيه جملة وتفصيلا، لكن الأطرش يكشف بأنه عند تعيينه كمدير للموارد البشرية طلب إليه كاتبي " القيام بدور تطفيش الموظفين لأنهم سيئون جدا..ويجب التخلص منهم بسرعة"ويسوق مثالا عن المعالجة الفيزيائية التي "اثنت على عملها خبيرة من بريطانيا زارت الدار، رغم ذلك حاولوا تلفيق قضية لها (يعرض الوثائق التي تؤيد كلامه) وبالمقابل تعين موظفة كمربية ليوم واحد ثم نقلها لتصبح مديرة بيوت الشابات باليوم التالي".


والعواقب على المجتمع

تشير التقديرات إلى ان مصروفات الدار وأجور موظفيها(رفض المدراء إطلاعنا على الميزانية) تصل الى ما يقارب 5 مليون ل.س شهريا، هذا ناهيك عما يصل الدار من تبرعات عينية ومالية بشكل يومي.
وبالتالي فان الطفل الواحد يكلف نحو 35 ألف شهريا هذا دون حساب أجرة السكن والتبرعات، لكن الواقع عنيد وفقا للمثل الإنكليزي، فالصيف يكاد ينتهي والأطفال لم يستلموا لباسهم الصيفي، وبغرفة واحدة يوجد (18 طفل) أعمارهم اقل من ستة أشهر وكل ثلاثة بسرير، وكثير من الغرف بدون أسّرة، وأسرّة الكبار فوق بعضها، والأكل في الغرف ذاتها التي ينامون بها لان المطبخ يحتاج إلى إصلاح، حتى ان بعض التواليتات معطلة.


خبير وطبيب بعلم النفس يشير إلى ان "الدار المكان الافتراضي للبيت يفترض ان توفر للأطفال-بالنيابه عن المجتمع-كل المعاني التي تنطوي عليها فكرة البيت من رعاية وحنان وشعور بالحماية وهذا يتطلب شفافية عالية وكفاءة ومهنية في العمل وإلا فان النتائج سترتد على المجتمع بأسره".
تغطية وديع دواره – سيريانيوز
goldenrose
goldenrose

عدد الرسائل : 57
العمر : 42
تاريخ التسجيل : 04/10/2007

http://mraizeh.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى