من يسمع النداء؟

القدس اليوم اختلفت كثيراً عما كانت عليه قبل 5 حزيران 1967 أي قبل احتلالها مع ما احتل من أراض عربية أخرى وقبل أن تصير كما تدعي إسرائيل عاصمة موحدة لها. ‏

والأخبار الواردة من القدس وخاصة في الأيام القليلة الماضية لا تشير إلى محاولات محمومة لتغيير الطابع التاريخي والجغرافي والديمغرافي للمدينة فحسب وإنما تؤكد أن المدينة دخلت في عملية التهويد الحقيقي وبشكل متسارع ويومي فيما يسمى القضاء الإسرائيلي وسلطات الاحتلال وقطعان المستوطنين كل يعمل وفق أهوائه العدوانية العنصرية لتفريغ القدس من العرب المسلمين والمسيحيين على حد سواء فيما الفلسطينيون والعرب عموماً والمجتمع الدولي منشغلون بمواضيع أخرى بعيدة تماماً عن استغاثة المقدسيين مما يحل بهم وبمستقبلهم. ‏

فالمستوطنون وبدعم مباشر من قوات الاحتلال طردوا أمس أسرة ماهر حنون المؤلفة من 17 فرداً وأودعوا ماهراً السجن لرفضه تسليم منزله قبل الاقتحام ومنزل ماهر حنون واحد من 27 منزلاً شرع الاحتلال بطرد سكانه من حي الشيخ جراح في المدينة المقدسة في حين كشف أحمد أبو حلبية رئيس لجنة القدس بالانابة في المجلس التشريعي الفلسطيني أمس الأول ان الحفريات الإسرائيلية وصلت إلى أساسات المسجد الأقصى في كل أروقته وأكد ان النفق الموجود تحت المسجد المرواني وصل عمقه إلى 800 متر وان مجموعة من التشققات والانهيارات رصدت في جدران وأرضية المسجد ولا سيما في سوره الجنوبي.. هذا بالطبع عدا عن الاقتحامات المتكررة للمسجد والتي يختلقها الاحتلال يومياً لمجرد الاساءة إلى هذا الصرح الديني الذي هو أولى القلبتين وثالث الحرمين. ‏

وبالأمس أيضاً.. خاطب المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة الروم الارثوذوكس في القدس كل شرفاء العالم بضرورة ان يعملوا على نصرة القدس التي تحاك ضدها مؤامرة امبريالية­ صهيونية وفق تعبيره. فهل يصل هذا النداء إلى أسماع العرب قبل غيرهم؟.‏